الاثنين، 23 أكتوبر 2023

📍 ما الدليل على وجوب أن يُفهم الحديث الوارد في مسألة ما في ضوء مقاصد الشريعة؟

📍 ما الدليل على وجوب أن يُفهم الحديث الوارد في مسألة ما في ضوء مقاصد الشريعة؟

 

عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان، فتغيظت قريش والأنصار، فقالوا : يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال : (( إنما أتألفهم ))، فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال : يا محمد اتق الله،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ )) فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )) صحيح البخاري

 

 

في هذا الحديث دليل على أن رأس الخوارج ذا الخويصرة التميمي، وهو أول من أنكر ( مراعاة المصالح والمفاسد في فهم السنة النبوية ) ..

حيث لم يفهم تصرف النبي ﷺ في ضوء ما جاءت به الشريعة من مقاصد، وظن بجهله أن الأمر بالعدل يعني التسوية المطلقة، بدون النظر في :

- المناسبات والمقامات

- واختلاف الأحوال

- ومراعاة مآلات الأفعال.

 

يقوي ابن تيمية : ( فلما رأى النبي ﷺ الرجل الطاعن عليه في القسمة، الناسب له عدم العدل بجهله وغلوه، وظنه أن العدل هو ما يعتقده من التسوية بين جميع الناس، دون النظر إلى ما في تخصيص بعض الناس وتفضيله من مصلحة التأليف وغيرها من المصالح علم أن هذا أول أولئك فإنه إذا طعن عليه في وجهه على سنته، فهو يكون بعد موته وعلى خلفائه أشد طعنا ) الصارم المسلول (١٩٠)

 

ويتبين بوضوح لمن تدبر الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الخوارج أن هناك مدرستين بينهما اختلاف في منهجية التفكير والفهم :

- مدرسة الصحابة رضوان الله عليهم، الآخذون بالمقاصد.

- مدرسة الخوارج، وصفهم الرسول ﷺ بأنهم

" أحداث الأسنان " يعني صغارا

" سفهاء الأحلام " والمراد التنبيه على ضعف عقولهم وفكرهم.

 " يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم " والمراد التنبيه على عدم تعمقهم في تدبر آيات الكتاب الكريم ..

 

ومن تأمل الأحاديث الواردة في شأنهم في الصحاح اتضح له أن من أهم أسباب ضلالهم الذي استوجب في حقهم الوعيد الشديد، هو ما عبر عنه الشاطبي بقوله : ( إتباع ظواهر القرآن على غير تدبر، ولا نظر في مقاصده ومعاقده والقطع بالحكم به ببادئ الرأي والنظر الأول، ... ومعلوم أن هذا الرأي يصد عن اتباع الحق المحض، ويضاد المشي على الصراط المستقيم ... ألا ترى أن من جرى على مجرد الظاهر تناقضت عليه الصور والآيات، وتعارضت في يديه الأدلة على الاطلاق والعموم ) الموافقات (٤/١٧٩)

 

إن عاقبة مخالفة الخوارج لقواعد الفهم الصحيح أمر بينته السنة النبوية الصحيحة، فجاء في الأحاديث الثابتة عن الرسول ﷺ (( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )) = أي لأستأصلنهم بالكلية، وبأي وجه حتى لا يبقى منهم أحد، كما قال الله في عاد : { فهل ترى لهم من باقية } ..

 

ويظهر من سياق الأحاديث النبوية في الخوارج أن الوعيد الشديد في شأنهم، كان بسبب :

( منهجيتهم في فهم النصوص، وانحرافهم عن أصول التلقي والاستدلال والفهم التي علمها الرسول ﷺ لصحابته رضوان الله عليهم ) .

 

من كتاب/ فهم الحديث النبوي في ضوء مقاصد الشريعة للدكتور خالد بن منصور الدريس.

 

🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃

 

رابط القناة /

https://telegram.me/Dralderes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق