رؤية شرعية في أسباب النهوض بالأمة
ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺟﺮﺍﺡ الأمة ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ، ﻭ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﺎ ﺗﺘﺎﺑﻊ. ﻭﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺟﺮﺡ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻫﻞ ﺍﻺﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻸﻣﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻸﻟﻴﻢ!
ﻭﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺭﺅﺍﻫﻢ ﻟﻺﺻﻼﺡ!
ﻭﻟﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻸﻣﺔ ﺇﻼ ﻣﺎ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﻭﻟﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻺﺳﻼﻣﻲ، ﺃﻭ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻸﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ، ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻸﻭﻟﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﻏﻠﻂ ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ، ﻓﻠﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻮﻱ، ﻫﻮ : ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺩﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺛﻢ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ “ﺍ.ﻫـ(1)
ﻓﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﺪ ﺍﻺﺻﻼﺡ، ﻭﺭﺍﻏﺐ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻸﻣﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻸﻭﻟﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺛﻨﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﻗﺮﻧﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ.
ﻭﺟﻤﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ، ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻮ: ( ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ). ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻞ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺭﺳﻮﻼً ﺃﻥ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ } [ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 36 ] ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺩﻼﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻶﻳﺔ : ” ﺩﺍﻟﺔٌ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺑﻪ “ﺍ.ﻫـ(2)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺃﻭﻝ ﺃﺳﺎﺱ ﺭﺳﻤﻪ، ﺃﻧَّﻪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻪ. ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻟَّﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻲ ﻗﻮﻝ ( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻼ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻸﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥَّ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ. ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻸﺻﻼﻥ ﻭﺍﻸﺳﺎﺳﺎﻥ ﻫﻤﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻺﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﺻﻼﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻸﻣﺔ. ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻤﻼً ﻭﻋﻠﻤﺎً ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻭﺻﺒﺮﺍً ﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﻟﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻧﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻸﻣَّﺔ، ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺟﻬﺎﺩﻩ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻪ. ﻭﻣﻦ ﺃﺿﺎﻋﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﺿﺎﻉ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺿﺎﻉ ﻭﻫﻠﻚ “ﺍ.ﻫـ(3)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺪﻉ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻼ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻼ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﺈﺭﺳﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ، ﺑﺎﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻫﺘﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻸﻣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻸﺻﻞ ، ﻓﺒﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭ ﺗﺼﻔﻴﺘﻪ ، ﻭﺗﻨﻘﻴﺤﻪ ﺗﺴﺘﻨﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ، ﻭﺗﺴﺘﻀﻲﺀ ﺑﻮﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺗﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﺼﺮﻓﺎً ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻟﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﻘﺎﺩ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً “ﺍ.ﻫـ(4)
ﻭﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻸﻣﺔ، ﻭﺳﺒﻴﻞ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺪﺍﺀﺓ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻼ ﻏﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻸﻋﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺇﻼ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻸﺳﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ.ﺇﻥَّ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻟﻴﺪﺭﻙ ﻣﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻸﻣﺔ ﺣﻜﺎﻣﺎً ﻭﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻤﺎً، ﻭﻋﻤﻼً، ﻭﺩﻋﻮﺓ، ﻭﻼﺀً ﻭﺑﺮﺍﺀً.
ﻗﺎﻝ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻋﻴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﻬﻮﺍ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻸﺻﻞ ﺍﻸﺻﻴﻞ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻋﺒﺪﺕ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺻﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺒﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﺬﺭ ﻟﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﺩ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴَّﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺰﻯ، ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻼﺕ، ﻭﻣﻊ ﻣﻨﺎﺓ، ﻭﻣﻊ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﻭﺃﻭﺛﺎﻧﻬﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻼﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﺩ “ﺍ.ﻫـ(5)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻺﺳﻼﻣﻴَّﺔ ﻣﻦ ﻳﺼﻠِّﻲ ﻭﻳﺰﻛﻲ ﻭﻳﺼﻮﻡ ﻭﻳﺤﺞ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﺮﻛﻌﻮﻥ، ﻓﻬﻢ ﻛﻔَّﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ، ﻭﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻺﺳﻼﻣﻴَّﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ، ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻂ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﻼ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ- ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ- ﻋﺎﻟﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻠَّﺔ “ﺍ.ﻫـ(6)
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒَﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ : ” ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴَّﺔ! ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﺃﻗﻮﻣﺎً ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ! ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳُﺮﻛَّﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺆﻼﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻼ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ “ﺍ.ﻫـ(7)
ﻗﻠﺖ : ﻭﺍﻸﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ : ﺃﻧﺎﺱ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻭﻫﺠﺮﻭﺍ ﺍﻸﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻸﻭﻼﺩ ﻭ ﺍﻸﻭﻃﺎﻥ، ﻭﺗﺤﻤﻠﻮﺍ ﻣﺸﻘﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻱُّ ﺩﻋﻮﺓ؟! ﻟﻘﺪ ﺧﺎﻟﻄﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻃﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ!! ﻭﻳﻘﺼﻮﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﻀﻬﺎ!! ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻸﺧﺴﺮﻳﻦ ﺃﻋﻤﺎﻼً.ﻗﺎﻝ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﺍﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻭﻧَﺤﻦُ ﻧﻌﻠﻢُ ﺃﻥَّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣِﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺪُّﻋﺎﺓِ ﻳُﺸﺎﺭِﻛﻮﻧَﻨﺎ ﻓﻲ ﻣِﻌﺮِﻓﺔِ ﺳﺒَﺐَ ﺳﻮﺀ ِ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳَﻌﻴﺸﻪُ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻴَﻮﻡَ ﺟَﺬﺭﻳَّﺎً ؛ ﺃﻼ ﻭﻫﻮ ﺑُﻌﺪُﻫُﻢ ﻋَﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼَّﺤﻴﺢ ِ ﻟﻺﺳﻼﻡ ِ ﻓﻴﻤﺎ ﻳَﺠﺐُ ﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﻓـَﺮﺩٍ ، ﻭﻟﻴﺲَ ﻓﻴﻤﺎ ﻳَﺠﺐُ ﻋﻠﻰ ﺑَﻌﺾ ِ ﺍﻸﻓﺮﺍﺩِ ﻓﻘﻂ ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐُ : ﺗـَﺼﺤﻴﺢُ ﺍﻟﻌَﻘﻴﺪﺓِ ، ﻭﺗـَﺼﺤﻴﺢُ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩَﺓِ ،ﻭﺗـَﺼﺤﻴﺢُ ﺍﻟﺴُّﻠﻮﻙِ .”ﺍ.ﻫـ(8)
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻫﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﺳﻮﻑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻼ ﺧﺴﺮﺍً ، ﻭﻫﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻺﺳﻼﻣﻲ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻸﺭﺽ ﺍﻺﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺇﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﺃﻭﻼً : ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ” ﺍ.ﻫـ(9)
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ” ﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﻭﻳﻨﺎﺩﻯ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﻭﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻼ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻼ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺑﻞ ﻟﻬﻢ ﻧﻈﻢ ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻬﺎ ، ﺗﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﻭﺗﺴﺘّﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺇﻼ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮّﻗﻮﺍ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﻴﻌﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ } ” ﺍ.ﻫـ(10)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻟﻤَّﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠَّﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺘﺼﻮُّﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﻴُّﻊ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻸﺿﺮﺣﺔ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ “ﺍ.ﻫـ(11)
ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻓﻲ ﻧﻌﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻋﺰﻭﺍ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳَﺔ ﺍﻸﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ؛ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﻫﻮ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻺﺧﻼﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻸﻣَّﺔ ﺣﻜﺎﻣﺎً ﻭﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻀﻌﻒ، ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻼﻧﺘﻜﺎﺱ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻸﻣﺮ ﻛﺬﺍﻙ ﻓﺤﺮﻱ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﻸﻣﺔ ﻭﺭﺟﺎﻼﺗﻬﺎ ﻭﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻬﻮﺍ ﻟﺴﺒﻴﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻸﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔً ﻭﻫﻮ :ﺇﺻﻼﺡ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻭﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻬﻮﺍ ﻷﻣﻮﺭ ﻣﻬﻤَّﺔ، ﻟﻜﻦ ﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻓﺮﻉ ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻸﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﺍﻼﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ، ﻭﺍﻟﻮﻼﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻓﻴﻪ، ﻭﺻﻼﺣﻬﺎ ﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻣﻌﺮﺿﺎً ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﻓﻼﺣﻬﺎ ﻭ ﻧﺠﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻶﺧﺮﺓ؛ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﺠﺪﻱ ﻣﻌﺎﺟﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻘﻄﻮﻉ؟!
ﻗﺎﻝ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﻢ ﺃﻣﻞ ﺍﻸﻣَّﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴَّﺔ، ﻭﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻐﺪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺨﺮﺟﻮﺍ، ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻭﺍ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻭﺻﺪﻕ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻨﻮﺍ ﺑﺎﻸﺳﺎﺱ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻼﺭﺗﻜﺎﺯ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻺﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎً، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻸﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨّﺔ، ﻭﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻮﺟﺐ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺟﻬﻢ…”ﺍ.ﻫـ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ” ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻓﻲ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻟﻴﻨﺼﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻩ } … } “ﺍ.ﻫـ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ” ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻸﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻟﻠﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻸﺭﺽ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟَّﻮﺍ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻸﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ، ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻛﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻺﺻﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﺎﻣﻞ “ﺍ.ﻫـ(12)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻺﻳﻤﺎﻥ ﺇﻼ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ * ﺇﻥ ﺍﻺﻧﺴﺎﻥ ﻟﻔﻲ ﺧﺴﺮ * ﺇﻼ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ } ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻼ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎً ﻭﻼ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺇﻼ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺳﺒﻴﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﻋﻴﺎً ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﻏﻠﻪ ﺇﻼ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻼ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻼ ﺑﻪ “ﺍ.ﻫـ(13)
ﻭﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻮﻫﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻪ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﻭ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻮّﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰّﺓ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻸﻋﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻮﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ.ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻪً ﺁﺧﺮ ﻓﺘﻘﻌﺪ ﻣﻠﻮﻣﺎً ﻣﺨﺬﻭﻼً }[ ﺍﻺﺳﺮﺍﺀ : 22 ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” … ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻼﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ، ﻓﻤﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺬﻭﻝ، ﻭﻗﺪ ﻭﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ. ﻭﻼ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺣﺪﺍً ﺇﻼَّ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﺨﺬﻼﻥ ﻓﻤﻦ ﻭﺣَّﺪﻩ ﻭﺃﺧﻠﺺ ﺩﻳﻨﻪ ﻟﻠﻪ ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ “ﺍ.ﻫـ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻣﺬﻣﻮﻣﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ، ﻣﺨﺬﻭﻼً ﻻ ﻳُﻨﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻶﺧﺮﺓ “ﺍ.ﻫـ(14)
ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻸﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺧﺬﻼﻧﻬﺎ ﻋﺎﻣّﺔ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺰ ﺣﻠﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺣِّﺪ ﺧﺎﺻّﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻸﻣﺔ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﻋﻤﻼً ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻭﻼﺀ ﻭﺑﺮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼً ﺇﻟﻰ ﻋﺰِّﻫﺎ ﻭﻧﺼﺮﻫﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺍﻸﻣﻦ ﻭﻫﻢ ﻣﻬﺘﺪﻭﻥ } [ ﺍﻸﻧﻌﺎﻡ : 28 ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ( ﺍﻸﻣﻦ ) ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ، ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ، ﻭ ( ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﻭﻼ ﺑﺸﺮﻙ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﻭﻼ ﺑﺸﺮﻙ ﻭﻼ ﺑﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻸﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮﻙ ﻭﺣﺪﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻸﻣﻦ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ. ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻶﻳﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻸﻣﺮﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻭﻼ ﺃﻣﻦ ﺑﻞ ﺣﻈُّﻬﻢ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ “ﺍ.ﻫـ
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ! ﻓﺈﻥّ ﺍﻸﻣﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻣﻨﻘﺎﺩﺓ ﻟﻠﻮﺍﺯﻣﻪ ﻭﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ، ﺗﺤﻮﻁ ﺳﻴﺎﺟﻪ ﺑﺄﺟﻨﺎﺩ ﺍﻟﺤﻖ، ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺫﺑﺎً ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﺃﻭ ﻳﻮﻫﻦ ﻗﻮَّﺓ ﺣﺮّﺍﺳﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻸﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻣﻦٌ ﻋﻘﺎﺋﺪﻱ، ﻭﺃﻣﻦ ﻣﺎﺩَّﻱ.
ﻭﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺼﺮ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻗﺪﺭﻩ. ﻭﺑﻘﺪﺭ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻸﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺑﺤﺴﺒﻪ.ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺳﻨﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺑﻤﺎ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ﻭﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ }[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 151 ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : “… ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻹﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺑﻤﺎ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ) ﺃﻱ : ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻸﻧﺪﺍﺩ ﻭﺍﻸﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺃﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺠﺔ ﻭﻼ ﺑﺮﻫﺎﻥ، ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻭﻼﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ. ﻓﻤﻦ ﺛﻢَّ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻦ ﻭﺛﻴﻖ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻠﺠﺄ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺷﺪَّﺓ ﻭﺿﻴﻖ، ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻣّﺎ ﻓﻲ ﺍﻶﺧﺮﺓ ﻓﺄﺷﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ( ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ) “ﺍ.ﻫـ
ﻓﻤﻨﺎﻁ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺮﻋﺐ، ﻭﺗﻔﺮﻕ ﺍﻸﻣﺮ، ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺸﺮﻙ. ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ، ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺰّﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﻬﻢ ﻟﻪ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﺖ ﺍﻸﻣﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﻘﻮَّﺓ ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠّﺖ ﻋﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻨﺼﺮ، ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ.
ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻸﻣﺔ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻋﺰٍّ ﻭﻏﻠﺒﺔ، ﻭﻗﻮَّﺓ ﻭﻫﻴﺒﺔ، ﻭﺃﻣﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻶﺧﺮﺓ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻗﻞ ﺃﻓﺮﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻀﺮ ﻫﻞ ﻫﻦَّ ﻛﺎﺷﻔﺘﻪ ﺿﺮِّﻩ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻫﻞ ﻫﻦَّ ﻣﻤﺴﻜﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻗﻞ ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻮﻥ }[ ﺍﻟﺰﻣﺮ : 38 ] ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻶﻳﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺍﻼﻋﺘﻤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻼ ﻳﻘﻊ ﺷﻲﺀ ﺇﻼ ﺑﺈﺫﻧﻪ، ﻭﻼ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﻼ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ. ﻭﺃﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻸﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻸﻧﺪﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ، ﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻼ ﻳﻀﺮ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭﺣﺪﺓ ﻓﻘﺎﻝ ( ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ )، ﻭﺍﻟﺤﺴﺐ : ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﻭﺣﺴﺒﻲ ﺧﺒﺮ ﻣﻘﺪﻡ، ﻭﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ( ﺍﻟﻠﻪ ) ﻣﺒﺘﺪﺃ ﻣﺆﺧﺮ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﺼﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﺒﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺩﻓﻌﻪ ﻭ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﺛﺒﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﻋُﻠِﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻤﺪﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺰّﺓ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﻛﻼً ﺃﻭ ﺟﺰﺀﺍً، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺬﻼﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺇﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺴﺐ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭﺣﺪﻩ.
ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻸﻣﺔ، ﻭﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ، ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺒﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼً ﺑﻴﺪﻩ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺮ، ﻓﻘﺎﻝ : ((ﻣﺎ ﻫﺬﻩ )) ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﺔ. ﻓﻘﺎﻝ : (( ﺍﻧﺰﻋﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪﻙ ﺇﻼ ﻭﻫﻨﺎ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻮ ﻣﺖ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺃﺑﺪﺍ )).(15)
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻬﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﺗﺮﻓﻌﻪ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻨﺰﻋﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺇﻼ ﻭﻫﻨﺎً، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﻘﻴﺾ ﻗﺼﺪﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻼ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺻﻔﺮ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻃﻢ ﻭﺃﻋﻈﻢ؟! ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ، ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﻚ ﻋﻘﻞ “ﺍ.ﻫـ(16)
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺣﺎﻝ ﺍﻸﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃﺛﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻸﺿﺮﺣﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻼﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻪ، ﻭﺗﻀﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﺗﻨﻘﺺ ﻛﻤﺎﻟﻪ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻸﻣﺔ ﺇﻼ ﻭﻫﻨﺎً ﻭﺿﻌﻔﺎً ﻭﺗﺸﺘﺘﺎ، ﻭﻼ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻸﻋﺪﺍﺩ ﺇﻼ ﺗﺴﻠﻄﺎً ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻔﻠﺢ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺤﺢ ﺃﺻﻞ ﺩﻳﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ “ﺍ.ﻫـ(17)
ﻭﺑﻌﺪ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ، ﻭﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﺭﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻸﻣﺔ : ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭ ﺍﻟﻮﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ. ﺃﻣّﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻸﺻﻞ ﻓﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻸﻣﺔ ﺇﻼ ﻭﻫﻨﺎ ﻭﺿﻌﻔﺎً ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻸﻣﺮ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺩﺣﺾ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻳﻬﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ. ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻸﻣﻮﺭ ﺍﻸﺧﺮﻯ؟!!
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺃﻭﻼً، ﻭﻧﺨﻠِّﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴَّﺔ، ﻭﻧﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠَّﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴَّﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻛﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﻣﻘﺪﺭﺗﻪ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺯﻣﺎﻥ. ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺃﻼ ﻳﻐﻔﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻸﻣﺮ ﻭﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺒﺬﻟﻮﺍ ﺟﻬﻮﺩﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻼ ﻳﻐﻄﻮﺍ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻸﺿﺮﺣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻭﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻛﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﻻ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻠﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻧﺎﻗﺼﺔ، ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺜﻤﺮﺓ “ﺍ.ﻫـ(18)
ﻭﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ” ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻨﻬﺞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻮ : ﺍﻟﺒﺪﺍﺀﺓ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ. ﺛﻢ ﺑﻘﻴَّﺔ ﺍﻸﺣﻜﺎﻡ. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﻌﻮﺫﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻸﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻸﺿﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻺﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘَّﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺇﻼ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻠﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ “ﺍ.ﻫـ(19)
ﻭﺑﻌﺪ؛ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺳﺒﺐ ﻫﻮﺍﻥ ﺍﻸﻣﺔ ﻭﺳﺒﻴﻞ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ، ﻓﻜﻦ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ، ﻭﻼ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﻮﺍﻧﻬﺎ. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
***************
(1) ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﻣﻘﺎﻼﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ( 1/243).
(2)ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ( 1/30 ) ﻁ-4، ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ.
(3)ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﻣﻘﺎﻼﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ( 1/243).
(4) ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﺨﻄﺐ ﻋﺮﻓﺔ ( ﺹ : 23 ).
(5) ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﻣﻘﺎﻼﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ( 1/244).
(6) ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ( 1/150).
(7) ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ (1/16).
(8)ﺍﻧﻈﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
(9) ﺍﻧﻈﺮ :ﻛﺘﺎﺏ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻸﻛﺎﺑﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻫﺪﺭ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ( ﺹ : 84 ) .
(10)ﺍﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﺨﻄﺐ ﻋﺮﻓﺔ ( ﺹ : 89 ).
(11) ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ( ﺹ :24) ﻁ-1، ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ.
(12) ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﻣﻘﺎﻼﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ( 1/248-243 ).
(13) ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ( 1/128).
(14)ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ( 1/53 ).
(15)ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻺﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻗﺎﻝ : ” ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ “ﺍ.ﻫـ
(16)ﺍﻧﻈﺮ ﻗﺮّﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ( ﺹ : 65 ) .
(17)ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ( 1/170).
(18) ﺍﻧﻈﺮ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ( ﺹ : 24 ).
(19) ﺍﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺏ : ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ (1/127) ﻁ-1، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/26131.html#ixzz2vdRWS5J7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق