الثلاثاء، 11 مارس 2014

تقدير المصلحة في المعاهدات من اختصاص ولي الأمر

تقدير المصلحة في المعاهدات من اختصاص ولي الأمر

1. عقد المعاهدات من صلاحيات ولي الأمر المنوطة به شرعاً، وله أن يجتهد في تقدير  المصلحة الشرعية في ذلك بحكم إمامته، وما أداه إليه اجتهاده في ذلك سائغ ونافذ،كما قرر ذلك جمع من أهل العلم في كتب الأحكام السلطانية وغيرها.
2. ومن شواهد ذلك من السنة : ما عقده النبي – صلى الله عليه وسلم – في صلح الحديبية من الشروط التي ظاهرها القبول بما فيه إضرار بمصلحة المسلمين، كما روى ذلك مسلم في صحيحه من حديث البراء، وحديث أنس، وحديث سهل بن حنيف – رضي الله عنهم -،  وقد جعل الله – تبارك وتعالى – هذا الصلح  فتحاً باعتبار ما فيه من المصلحة وما آل إليه الأمر، مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم أجاب إلى هذا الصلح مع كراهة بعض الصحابة – رضي الله عنهم – له، كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفتح.
وفي  حديث أنس المتفق عليه ، قال:لما نزلت (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) إلى قوله : (فوزاً عظيماً) مرجعه من الحديبية ، وهم مخالطهم الحزن والكآبة ، وقد نحر الهدي بالحديبية، قال :”لقد أنزلت عليَّ آية هي أحب إلي من الدنيا جميعاً”.
قال الإمام أبوعبدالله المازري(ت:536هـ) في (المعلم بفوائد مسلم) “في هذا الحديث دلالة على أن للإمام أن يعقد الصلح على ما يراه صلاحاً للمسلمين وإن كان يظهر في بادئ الرأي أن فيه ما ظاهره اهتضام للحق؛ لأنه صلى الله عليه وسم محا اسمه، وعاقدهم على ما ذكر مسلم فيمن جاء منهم إلينا ومنا إليهم، وقد قال عمر يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال « بلى ».
قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال « بلى » قال ففيم نعطى الدنية في ديننا”.
وقال أبوالعباس القرطبي (ت:656هـ) في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم):”وهذا الحديث يدل على جواز الصلح على ما شرطه العدو عند ضعف المسلمين عن مقاومة عدوهم، وعند الحاجة إلى ذلك”.
انظر أيضاً : 
الوفاء بالمعاهدات من هدي نبينا – صلى الله عليه وسلم –
http://www.assakina.com/index.php?news=6213#ixzz1B3GVpvdK


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/6272.html#ixzz2vf8PHScc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق