الأربعاء، 12 مارس 2014

حول البيعة وتعدد الولايات

الشيخ السدلان حول البيعة وتعدد الولايات


طرحت على فضيلة الشيخ د صالح السدلان تساؤلات بعد محاضرته ( خطورة مخالفة ولي الأمر ) في الجامع الكبير بالرياض .
يقول السائل : هل يلزم أن يبايع ولي الأمر كل المسلمين فردًا فردًا ؟
لا يلزم ، لكن من استطاع أن يذهب للبيعة يذهب ، ومن يشق عليه فإنه لا يلزمه ذلك ، كما يجوز في كل منطقة من مناطق المملكة أن يجلس أمير البلد أو المحافظ للناس ويأخذ منهم البيعة ، ولكنه لا يلزم ، فالناس بايعوا أبا بكر وبقي أقوام كُثُر خارج المدينة ، وبقي أقوام في أطراف المدينة ، فلا يلزم أن يبايع كل واحد بعينه ، لكن الأعيان ووجهاء البلد ينبغي لهم أن يبايعوا .
يقول السائل : إذا استتب الأمر لولي أمر في بلد من البلدان ، هل يجب طاعته دون مبايعته ؟
إذا لم يكن هذا الولي خارجًا على ولي الأمر العام فنعم ، إذا استتب له أمره ، لأن ولاية الأمر تحصل بعدة أمور :
الأول : بولاية العهد : فإذا كان لولي الأمر وليُّ عهدٍ فعجز أو مات الولي فإنه يكون بعد ذلك لولي العهد البيعة .
الثاني : أن يعهد ولي الأمر بالولاية لفلان من الناس : كما فعل أبو بكر بأن عهد بها إلى عمر .
الثالث : الشورى : فأحيانا يكون الوصول إلى ولاية الأمر بالشورى والانتخاب ، فإذا كان ذلك بالانتخاب وانتخبوا شخصًا وجب على الجميع مبايعته .
الرابع : التولي بالقوة : بأن يكون لشخص قوة وشوكة فاستطاع نزع الحكم من الحاكم ، وحكم الناس وسار بهم سيرة حسنة في عقيدتهم ودينهم ومعاملاتهم ، فهذا وجبت مبايعته إذا كان ذلك بغلبة بقوة السيف .
يقول السائل : هل يجوز أن يكون في البلد الواحد عدة ولاة ، وذلك بتعدد الأحزاب فأناس يبايعون أمير حزبهم دون ولي أمر المسلمين العام ؟
إما لقضية الأحزاب قوانين ونظام ، وليس الكلام عنها في مثل هذا المقام ، أما عندنا في بلدنا فلا ، ليس هناك مبايعة لأي أحد ، وليس عندنا أحزاب ، أما في البلدان الأخرى فلدى كل بلد قوانين تنظم لهم عمل الأحزاب ، فهم يمشون على قوانينهم ، وتختلف هذه القوانين من بلد إلى آخر .
يقول السائل : نسمع من يتهم ولاة الأمر في هذه البلاد وفي غيرها بالخيانة ، بسبب عدم نصرتهم للمسلمين في البلاد التي يستضعفون فيها ، فما توجيهكم ؟
أقول بأن الذي يتكلم في الولاة أو يتكلم في العلماء ، أو يتكلم في عموم المسلمين هذا مسكين ، « على مثل الشمس فاشهد » ، ومن يقول لك بأن ولاة أمرنا لم ينصروا المسلمين في كل مكان ، قل له : اذهب في أنحاء العالم إذا كنت منصفا ، اذهب إلى أستراليا ستجد آثار المملكة هناك ، أو اذهب إلى الأرجنتين تجد آثار دولتنا هناك وآثار تجارنا هناك ، يقول أحد المحاضرين – ونحن في جبيوتي – وهو أفريقي ، يقول : والله – ويقسم ويحلف – إن آثار المملكة في كل أفريقيا على كبرها ، يقول : لا يختفي عنك أثر إلا وتجد أثرا آخر ، فهناك المساجد بالآلاف ، والمستوصفات، وآبار الشرب ، والمدارس ، وغير ذلك من الأمور ؛ لكن الأولى بالإنسان الجاهل الذي لا يعرف شيئا أن يكف عن التكلم ، وإلا فالمملكة العربية السعودية بمثابة الناقة الحلوب ، كلٌّ يحلب منها ، من الشرق والغرب ، حتى الدول الغنية تأخذ منها القرض ، وإن كان لكم صلة بالأمور السياسية ومتابعتها فسوف تعلمون من هي هذه الدول الغنية التي تأخذ قرضًا .
أما أثر حكامها فهي إن صح التعبير من يد نشيط إلى يد نشيط ، فكان الملك عبد العزيز له آثار عظيمة ، ثم جاء بعده الملك سعود ، ثم جاء بعده الملك فيصل ، ثم جاء بعده الملك خالد ، ثم جاء بعده الملك فهد ، ثم الملك عبد الله ، وانظروا فقط إلى مشروع واحد وهو مجمع الملك فهد بالمدينة لطباعة المصحف ، فلا تذهب إلى أي بلد في العالم – بل القرى – إلا وتجد مصاحف المجمع عند المسلمين في كل مكان .
وكذلك الضيافة في الحج ، كل عام يستضاف أعداد هائلة من أنحاء العالم ، الذين لم يسبق لهم الحج ، وانظروا إلى هذا المسابقات الدولية في القرآن الكريم ، ولله الحمد شملت كل العالم ، ما بقي إلا القليل القليل وهو الذي تكاسل بنفسه ولم يتصل ولم يسأل ، هذا خير عظيم .
أما القضاء على كل المشكلات كالفقر ، فهذا أمر لا يدركه ولا يستطيعه أحد من الخلق أبدًا ، حتى بلادنا فيها فقر ، وفيها مساكين ، وفيها أيتام ؛ ما يستطيع أحد أن يقضي عليها ، حتى المنكرات ما أحد يستطيع أن يقضي عليها نهائيا ، ولكن التخفيف من حاجة المعوزين والفقراء والأيتام .
ونشر والعلم ونشر القرآن ، عندنا الجامعة الإسلامية ، أتدرون كم فيها من جنسية ؟ تزيد على مائتين وستين جنسية ، كلها في الجامعة الإسلامية يدرسون ، ووالله أنا من أكثر الناس سفرًا للخارج ، إن خريجي الجامعة الإسلامية كثيرٌ ، كالنجوم التي ترونها في السماء على الكرة الأرضية ، في كل البلاد ، ذهبنا إلى روسيا المعزولة بقوة نظامهم عن العالم فلما دخلناها وجدنا خريجي الجامعة الإسلامية يؤمون المساجد ، ويقومون بالدعوة ، ويقومون بالتدريس ، وفي الصين وجدنا الدعاة من خريجي الجامعة الإسلامية ، ووجدناهم في ماليزيا ، المعهد العلمي السعودي في أندونيسيا إذا تقدمت إلى أي إمام في مساجدها وسألته : أين درست ؟ قال : في المعهد العلمي السعودي ، وإذا ذهبت إلى ماليزيا وجدت خريجي الجامعة الإسلامية ، وجامعة الإمام ، وجامعة أم القرى ، وجامعة الملك سعود ، وغيرها .
إذن هو ما هو الخير الذي يطلبه من يقول : إن ولاة أمورنا لا يفعلون خيرا ؟ !
بعض الناس يسلط عليه عدو من أعدائه ، وقد يبتلى الإنسان فيسلط عليه أحد من الناس ، لكن مشكلة المشكلات أن يُسلّط الإنسانُ على نفسه ، وهذا الذي ينال من ولاة الأمور وهو جاهل بعملهم مسلط على نفسه ، يصلي هذه الركعات ، ثم يخرج يوزع ثوابها على الحكام ، وعلى العلماء ، وعلى المسلمين بما ينال من أعراضهم .
والمسألة تحتاج إلى علم ، فلا يجوز لأحد أن يتكلم عن جهل ، بل يجب من معرفة واطلاع ، ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] ، فمن أنت ، وما قدرك في الأمور السياسية ، وما قدرك في العلاقات الدولية ، ما عندك شيء وتتكلم في ولاة الأمر ، وتتكلم في علماء المسلمين ، فمن يقع في ذلك هو – والله – مسكين .
يقول السائل : هل يجوز سب ولي الأمر في بلدنا ، أو التشهير به إذا كان أهمل الأمن ولم يحارب الفساد ولم يقم حدود الله في البلاد ؟ أفتونا مأجورين .
السب لا يجوز لأحد ، فهل ذهبت إليه وبلغته بأنواع ما يحصل أم أنك تتكلم وأنت لا تدري ماذا فعل ؟ هل اتصل بك وأخبرك بأنه فعل في القضية الفلانية كذا وكذا لأمر مهم . فلا يسب أحد ، إن كان عمله لا يعجبك فنحنلا نفرض عليك أن يعجبك عمله ، ولكن أن تتاوله بالسب والتشهير والتنقص ، فهذا – لا شك – خطأ واضح وفاضح .
——————————————
وهذا رابط المحاضرة للفائدة :
http://www.assakina.com/mohadrat/16295.html


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/fatwa/19388.html#ixzz2vjqjG5Zc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق