الشيخ ابن عثيمين : اعتصامات المساجد ( بدعة ) وليست إصلاحاً
تعليق السكينة : ( تعظيم الشريعة في القلب مانعٌ من الانزلاق في مهاوي الابتداع والضلال ودواعي الفتن ، وقد عالجت الشريعة جميع أحوال العباد في منشطهم ومكرههم ووضعت قواعد وأصولا يجب مراعاتها قبل التجرؤ ومخالفتها بطرق بدعية تؤول إلى الظلم والتعدي وضياع الحقوق ، وما يدعيه البعض من استخدام وسائل للتعبير مبررين ذلك بوقوع مظلمة أو جور ، فالطريقة هي الطريقة الشرعية لا طرائق الزيغ التي تخالف الشرع ، وفي هذا امتحان للعباد على مدى صبرهم على تطبيق شريعة الله فيما يحبون ويكرهون )
في سؤال طُرح على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – حول حكم الاعتصامات في المساجد :
يقول ما مدى شرعية ما يسمونه بالاعتصام في المساجد و هم فيما يقولون يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقا أنها تجوز ، إذ لم يكن فيها شغب و لا معارضة بسلاح و شبهه ، فما الحكم في نظركم ؟ ، و ما توجيهكم حفظكم الله لنا في مثل هذه الأحوال؟.
الجواب: أما أنا ، فما أكثر ما يُكْذَب علي ! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاَّ يعود ، و هكذا شأن كثير من الناس إذا رأى رأيا طيبا في نظره و رأى أنه إذا عزاه إلى نفسه لم يُقبل ، كان يشوف واحد من هؤلاء الذين يُقبلون ، و هذا كثير ينقل عنا و عن الشيخ بن باز و عن المشايخ الآخرين ..
و هذا كذب عليّ !.
نحن نرى أن الاعتصام في المساجد من النّاحية الدّينيّة بدعة ، بدعة منكرة ، ما فعله الصحابة و لا التابعون ، مع أنه وُجد في عهد أعظم بكثر من الخلفاء ، من الظلم و الاضطهاد و الفسوق والمجون و لا اعتصموا في المساجد.
هاهو الحجاج يضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق بأمر الخليفة عبد الملك بن مروان ، و لا سمعنا أحدا اعتصم في المسجد و أشياء كثيرة من هذا.
هذا من الناحية الدينية هي بدعة لا شك فيها .
و هي مُتلقاة فيما أظن عن اليهود و النصارى و من أشبههم و من ظاهاهم في مثل هذه الأمور و الاحتجاجات ، أما من ناحية الإصلاح فليس فيها إصلاح ، لأنها تنبئ عن الاحتجاج على الحكومة ، و هذا الاحتجاج و إن كان صامتا لا نقوم بشيئ ضد الحكومة ، لكن الاحتجاج بالفعل قد يكون أقوى من الاحتجاج ..
و الانسان العاقل يجب أن ينظر إلى ما تقتضيه المصلحة ، و ما هي نتائج فعله و ما هي ثمرات فعله ، هل هي خير أو شر أو لا خير و لا شر ، إن كان شرا فالواجب تجنب هذا الفعل ، و إن كان خيرا فالواجب فعله، و إن كان لا يدري أخير أم شر فالواجب تركه ، لأنه : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ، و كذلك :( فليفعل خيرا أو ليصمت ).
و لا شك أن هذه طريقة لا تمت إلى الدين بصلة من جهة الدين ، و لا إلى الإصلاح بصلة.
والعجب من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال ! ماذا حصل ؟ هل أنتجوا شيئاً؟.
بالأمس تقول إذاعة لندن : إن الذين قتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات أربعين ألفاً ! أربعون ألفاً !! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى !.
والنار – كما تعلمون – أوَّلها شرارة ثم تكون جحيماً ،يعني هذا سهل مثلا لحمل السلاح ، لكن سيولد على التدريج يولد حمل السلاح، لأن الناس إذا كره بعضهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم ؟ فيحصل الشَّر والفوضى ، و لا شك أن مثل هذا التصرف تصرف خال عن المسؤولية ، و إلا فلو علم الإنسان نتيجة هذا و لو على الزمن البعيد ما أقدم عليه إطلاقا ،و الحمد لله إذا كان هناك ظلم لأحد من الناس فعليهم الصبر و الاحتساب و سيـجلي الله المظلمة إن عاجلا و إن آجلا ، لأنه تعالى لا يحب الظالمين ، وقد أمر النَّبي عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئاً يكرهه ، أمره أن يصبر ، وقال : « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية » ، فالواجب علينا نحو الظلم و الاستئثار بالأموال ، الواجب علينا أن نصبر و لكن ننصح بقدر المستطاع ، أما أن نُظهر المبارزة والاحتجاجات علناً فهذا خلاف هدي السلف ، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتُّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة .
ما هي إلا مضرّة ، ثمّ إذا تجاوز الإنسان بعض الشيئ فقد يقول أنها تملى من بلاد أخرى بواسطة النشرات الفاكسية هذه ، لأن هذه النشرات تحمل الأمر بالاعتصام في المساجد ، فهل معنى ذلك أنه إذا شذّ أحد عن الجماعة يوجهنا ، و نحن نعلم أنه ينشر الكذب والبهتان و الافتراء ، و ينشر أشياء تكلّم عنها الشيخ عبد العزيز بن باز جزاه الله خيرا في حفل تخرج الدعاة ، و تكلم الشيخ أبو بكر الجزائري جزاه الله خيرا في محاضرتين إحداهما في جدة و الاخرى بمكة ، … و كلمته منشورة في عدة من الصحف …
و لا ينبغي للعقلاء فضلا عن أهل العلم والإيمان أن يرفعو رأسا بمثل هذه المنشورات أو أن يسمحو لهؤلاء للشباب أن يرفعوا بها رأسا..
المهم أن هذه الحقيقة إذا لم تتدارك فستكون مشعل شر وفساد و فتنة ….
هل نريد أن يتولى السلطة مثل من تولاها من هؤلاء الأشرار الذين أفسدوا الدين و الدنيا …
فالواجب على الإنسان أن يتعقل و أن ينظر إلى النتيجة ، و أن ينظر إلى الخلفاء الذين كانوا في زمن السلف ، ماذا فعلوا بالعلماء ، أليسوا يقتلون العلماء !؟.
المأمون من قتل من العلماء الذين لم يقولو بقوله في خلق القرآن؟.
قتل عَالمًا من العلماء وأجبر الناس على أن يقولوا بهذا القول الباطل ، ما سمعنا عن الإمام أحمد أوغيره من الأئمة اعتصموا في أي مسجد أبداً ، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبة-معايب الخليفة- من أجل أن يحمل الناس عليه الحقد والبغضاء والكراهية …
ثم الإنسان إذا نظر ما حصل في البلاد الأخرى ، علم أن الفتنة لا تولد خيرا ، لا تولد إلا شرا ، و أن تأليف القلوب و محاولة اجتماعها على كلمة الحق هي الحق ، و هي الخير ، و انظر ما حدث خلال هذه السنة فقط من تفرق الشباب ، هذا ينتمي إلى جهة و هذا ينتمي إلى جهة ، و كانوا بالأمس يدا واحدة و قلبا واحدا ، كله بسبب هذه المخالفات التي ليست مبنية على تعقّل و لا على نظر جيد فيما يعمله السلف الصّالح ، فأنا أرى أن هذا خطأ من الناحية الشرعية ، و أنه خطأ من الناحية الإصلاحية، و أنه لا يزيد الأمر إلا شدة .
و هذا كذب عليّ !.
نحن نرى أن الاعتصام في المساجد من النّاحية الدّينيّة بدعة ، بدعة منكرة ، ما فعله الصحابة و لا التابعون ، مع أنه وُجد في عهد أعظم بكثر من الخلفاء ، من الظلم و الاضطهاد و الفسوق والمجون و لا اعتصموا في المساجد.
هاهو الحجاج يضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق بأمر الخليفة عبد الملك بن مروان ، و لا سمعنا أحدا اعتصم في المسجد و أشياء كثيرة من هذا.
هذا من الناحية الدينية هي بدعة لا شك فيها .
و هي مُتلقاة فيما أظن عن اليهود و النصارى و من أشبههم و من ظاهاهم في مثل هذه الأمور و الاحتجاجات ، أما من ناحية الإصلاح فليس فيها إصلاح ، لأنها تنبئ عن الاحتجاج على الحكومة ، و هذا الاحتجاج و إن كان صامتا لا نقوم بشيئ ضد الحكومة ، لكن الاحتجاج بالفعل قد يكون أقوى من الاحتجاج ..
و الانسان العاقل يجب أن ينظر إلى ما تقتضيه المصلحة ، و ما هي نتائج فعله و ما هي ثمرات فعله ، هل هي خير أو شر أو لا خير و لا شر ، إن كان شرا فالواجب تجنب هذا الفعل ، و إن كان خيرا فالواجب فعله، و إن كان لا يدري أخير أم شر فالواجب تركه ، لأنه : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ، و كذلك :( فليفعل خيرا أو ليصمت ).
و لا شك أن هذه طريقة لا تمت إلى الدين بصلة من جهة الدين ، و لا إلى الإصلاح بصلة.
والعجب من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال ! ماذا حصل ؟ هل أنتجوا شيئاً؟.
بالأمس تقول إذاعة لندن : إن الذين قتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات أربعين ألفاً ! أربعون ألفاً !! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى !.
والنار – كما تعلمون – أوَّلها شرارة ثم تكون جحيماً ،يعني هذا سهل مثلا لحمل السلاح ، لكن سيولد على التدريج يولد حمل السلاح، لأن الناس إذا كره بعضهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم ؟ فيحصل الشَّر والفوضى ، و لا شك أن مثل هذا التصرف تصرف خال عن المسؤولية ، و إلا فلو علم الإنسان نتيجة هذا و لو على الزمن البعيد ما أقدم عليه إطلاقا ،و الحمد لله إذا كان هناك ظلم لأحد من الناس فعليهم الصبر و الاحتساب و سيـجلي الله المظلمة إن عاجلا و إن آجلا ، لأنه تعالى لا يحب الظالمين ، وقد أمر النَّبي عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئاً يكرهه ، أمره أن يصبر ، وقال : « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية » ، فالواجب علينا نحو الظلم و الاستئثار بالأموال ، الواجب علينا أن نصبر و لكن ننصح بقدر المستطاع ، أما أن نُظهر المبارزة والاحتجاجات علناً فهذا خلاف هدي السلف ، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتُّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة .
ما هي إلا مضرّة ، ثمّ إذا تجاوز الإنسان بعض الشيئ فقد يقول أنها تملى من بلاد أخرى بواسطة النشرات الفاكسية هذه ، لأن هذه النشرات تحمل الأمر بالاعتصام في المساجد ، فهل معنى ذلك أنه إذا شذّ أحد عن الجماعة يوجهنا ، و نحن نعلم أنه ينشر الكذب والبهتان و الافتراء ، و ينشر أشياء تكلّم عنها الشيخ عبد العزيز بن باز جزاه الله خيرا في حفل تخرج الدعاة ، و تكلم الشيخ أبو بكر الجزائري جزاه الله خيرا في محاضرتين إحداهما في جدة و الاخرى بمكة ، … و كلمته منشورة في عدة من الصحف …
و لا ينبغي للعقلاء فضلا عن أهل العلم والإيمان أن يرفعو رأسا بمثل هذه المنشورات أو أن يسمحو لهؤلاء للشباب أن يرفعوا بها رأسا..
المهم أن هذه الحقيقة إذا لم تتدارك فستكون مشعل شر وفساد و فتنة ….
هل نريد أن يتولى السلطة مثل من تولاها من هؤلاء الأشرار الذين أفسدوا الدين و الدنيا …
فالواجب على الإنسان أن يتعقل و أن ينظر إلى النتيجة ، و أن ينظر إلى الخلفاء الذين كانوا في زمن السلف ، ماذا فعلوا بالعلماء ، أليسوا يقتلون العلماء !؟.
المأمون من قتل من العلماء الذين لم يقولو بقوله في خلق القرآن؟.
قتل عَالمًا من العلماء وأجبر الناس على أن يقولوا بهذا القول الباطل ، ما سمعنا عن الإمام أحمد أوغيره من الأئمة اعتصموا في أي مسجد أبداً ، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبة-معايب الخليفة- من أجل أن يحمل الناس عليه الحقد والبغضاء والكراهية …
ثم الإنسان إذا نظر ما حصل في البلاد الأخرى ، علم أن الفتنة لا تولد خيرا ، لا تولد إلا شرا ، و أن تأليف القلوب و محاولة اجتماعها على كلمة الحق هي الحق ، و هي الخير ، و انظر ما حدث خلال هذه السنة فقط من تفرق الشباب ، هذا ينتمي إلى جهة و هذا ينتمي إلى جهة ، و كانوا بالأمس يدا واحدة و قلبا واحدا ، كله بسبب هذه المخالفات التي ليست مبنية على تعقّل و لا على نظر جيد فيما يعمله السلف الصّالح ، فأنا أرى أن هذا خطأ من الناحية الشرعية ، و أنه خطأ من الناحية الإصلاحية، و أنه لا يزيد الأمر إلا شدة .
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/fatwa/11998.html#ixzz2vjrioYCg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق