الأربعاء، 12 مارس 2014

مآلات تنقّص أهل العلم

مآلات تنقّص أهل العلم

السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ،يقول السائل :يوجد بعض الشباب يتهمون الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين بأنهم من مرجئة العصر وأنهم من أضل الأمة ،فما نصيحتكم لهؤلاء ؟
الجواب : على كل حال هذا ليس بغريب فالذي لا يوافقهم على هواهم يحكمون عليه بالإرجاء أو بغيره من المذاهب ،حكموا على ابن باز وعلى ابن عثيمين بالإرجاء لأنهما لم يخرجا على ولي الأمر ،ولم يكفرا المسلمين وهم يريدون منهما ذلك ،لكن لما عجزوا عن حصول موافقتهما لهم حكموا عليهما بالإرجاء ،هذا كلام بالهوى ــ والعياذ بالله ــ واتهامهم لهذين الإمامين بما ليس فيهما ، ما عرفنا عنهما إلا الخير والاستقامة والاعتدال ،والحث على لزوم الكتاب والسنة ومنهج الســــلف هذا الذي تعلمناه منهما وعرفــــــــناه منهما – رحمهما الله – ، لكن لما لم يوافقا هؤلاء على نزاعاتهم ونزغاتهم رموهما بالإرجاء، لأن الذي لا يكفر المسلمين مرجئ عندهم 
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال : فضيلة الشيخ ، يقول السائل : إني مستنصح وأريد النصيحة ، إني متوجه إلى الالتزام ، وأسكن في الكويت وعندنا بعض الملتزمين درسوا في القصيم في جامعة الإمام ، وعند الشيخ بن عثيمين ـ رحمه الله ـ وبعضهم درس بالمدينة وهم نشيطون بالدروس وإقامة المحاضرات الفقهية والعقائدية ، ولكن البعض حذرني منهم ، وقال لي : أن هؤلاء من عباد السلاطين ، فبماذا تنصحني ؟
الجواب : أنصحك بالاستمرار مع طلبة العلم ، وهؤلاء درسوا في كلية الشريعة ، أو في أصول الدين جامعة الإمام في القصيم ، ودرسوا على المشايخ ، فهؤلاء يُرجى أنهم أحسن من غيرهم ، فعليك بملازمتهم والأخذ عنهم ، ولا تلتفت إلى تخذيل هؤلاء أو التنفير منهم ، هؤلاء يريدون أن ينفروا الناس عن أهل العلم وعن الاستفادة ، فلا تلتفت إليهم ، أستمر في طلب العلم على أهله ، ولا تلتفت إلى المخذلين ، والمرجفين والأعداء والحزبيين الذين ينفرون الناس عن العلماء .
(شرح بلوغ المرام – كتاب القضاء)
السؤال: الذين يتكلمون في علمائنا ويقولون إنهم فقهاء حيض ونفاس ويقولون لاتفرقوا بين شباب الأمة ، بل نريد وحدة الصف ، هل هذا من الكفر بما أنزلـه الله على رسوله؟
الجواب : لا ، هذا ليس من الكفر ، ولكن هذا من الغيبة والوقيعة في أعراض العلماء وهذا حرامٌ بلاشك ، غيبة شديدة التحريم وعليهم أن يتوبوا إلى الله عزوجل ثم إن الكلام في العلماء ماذا يجدي ؟ مايجدي إلا شراً يبغضهم إلى الناس ويقلل الثقة بهم ، وأين يذهب الناس إذا لم يرجعوا إلى العلماء؟ أين يذهبون؟ هذا خطرٌ عظيم.
أولاً: إنه غيبة والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب.
ثانياً: إنه يلزم عليه تقليل الثقة في العلماء وإسقاط منزلتهم عند الناس وهذا أمرٌ لايجوز ، وهذا معناه: أن الناس يرجعون إلى غير العلماء فيحصل الشر ويحصل الفساد وهذا مايريده دعاة الشر.
أما أننا نفرق بين الشباب: فنحن نعوذ بالله من التفريق بين المسلمين ، نحب للشباب أن يجتمعوا ، وأن يتآخوا في الدين ، وأن يكونوا أمة واحدة وندعوهم إلى هذا ونحن نسعى في جمعهم ، ولكن جمعهم على الحق لا جمعهم على مايقولون: نتعاون جميعاً فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .هذا باطل ، بل نجتمع على الحق ونترك ما اختلفنا فيه مما يخالف الحق.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال:هل من الاجتماع الاستخفاف بـ((هيئة كبار العلماء)) ورميهم بالمداهنة والعمالة؟
الجواب: يجب احترام علماء المسلمين، لأنهم ورثة الأنبياء.
والاستخفاف بهم يُعتبر استخفافاً بمقامهم، ووراثتهم للنبي صلى الله عليه وسلم واستخفافاً بالعلم الذي يحملونه . ومن استخف بالعلماء استخف بغيرهم من المسلمين من باب أولى، فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ولمكانتهم في الأمة ، وإذا لم يوثق بالعلماء فبمن يوثق؟ وإذا ضاعت الثقة بالعلماء فإلى من يرجع المسلمون لحل مشاكلهم ولبيان الأحكام الشرعية؟ وحينئذ تضيع الأمة، وتشيع الفوضى. والعالم إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطـأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور. 
وما من أحد استخف بالعلماء إلا وقد عرض نفسه للعقوبة، والتاريخ خير شاهد على ذلك قديماً وحديثاً، ولاسيما إذا كان هؤلاء العلماء ممن وُكل إليهم النظر في قضايا المسلمين، كالقضاة وهيئة كبار العلماء. 
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال : إننا في هذه البلاد ــولله الحمد ــ نعيش في هذه الدعوة السلفية المباركة ، ولم يكن عندنا انقسامات ، وجماعات إلى وقت قريب ، والبلاد من شرقها إلى غربها ، ومن جنوبها إلى شمالها لا يختلفون على علمائهم ولا أمرائهم ، ويحبون هذه الدعوة المباركة ، فما سر هذا الاختلاف الذي نراه اليوم بين شبابنا حتى سمعنا من بعض شبابنا بل من بعض دعاتنا من يطعن في دعوتنا وفي علمائنا ، ويهيج على ولاة الأمر فما رأي فضيلتكم ؟ .
الجواب : هذا له أسبابه:
السبب الأول : التعالم والاستغناء عن العلماء لأن كثيراً من هؤلاء الشباب اكتفوا بمطالعة الكتب من غير معرفة لمضموناتها ،فاكتفوا بالمطالعة ،واكتفوا بالجلوس بعضهم مع بعض وتعلم بعضهم من بعض فقط ،وتركوا العلماء وزهدوا فيهم ،وجهلوهم فحرموا من العلم ،أنت إذا احتقرت العالم فإنك تحرم من علمه فكيف بمن يحتقر العلماء كلهم ؟ هذا يحرم من العلم نهائياً ،هذه ناحية 
السبب الثاني : بحكم تقارب البلدان ،ووسائل الإعلام التي يبث فيها كل شر ، وكل فتنة ، وكل دعاية أثرت في عقول كثير من الشباب.
السبب الثالث : دعاة السوء الذين يتخللون في مجتمعنا ،ويأتون من هنا وهناك ،يحملون أفكاراً هدامة ،وينشرونها بين شبابنا ،هذه الأسباب الثلاثة في نظري هي التي سببت انعزال هؤلاء وادعاءهم أنهم على علم وأن غيرهم جهال ولا يعرفون شيئا . 
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال: نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا موقفنا من فرقة الشباب وطلبة العلم ، حول مواضيع تصد هم عن طلب العلم ، وتجعلهم ينالون من بعض العلماء ويتعصبون لآخرين ؛ لأن هذه مسألة هامة ، وقد تفشت وانتشرت بين طلبة العلم ؛ فما توجيهكم في ذلك ؟
الجواب : يوم أن كان أهل هذه البلاد مرتبطين بعلمائهم ؛ شـــباباً وشيباً ،كانت الحالة حسنة ومستقيمة ، وكانت لا تأتي إليهم أفكار من الخارج وكان هذا هو السبب في الوحدة والتآلف ، وكانوا يثقون بعلمائهم وقادتهم وعقلائهم وكانوا جماعة واحدة ، وعلى حالة طيبة ، حتى جاءت الأفكار من الخارج عن سبيل الأشخاص القادمين أو عن سبيل بعض الكتب أو بعض المجلات أو بعض الإذاعات وتلقاها الشباب حينئذ حصلت الفرقة ؛ لأن هؤلاء الشباب الذين شذوا عن المنهج السلفي في الدعوة ، إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافدة من الخارج. أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صلة بعلمائهم ، ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة؛ فهؤلاء ــ والحمد لله ــ على استقامة كسلفهم الصالح فالسبب في هذه الفرقة يرجع إلى الأفكار والمناهج الدعوية ، من أناس مشبوهين ، أو أناس مضللين يريدون زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد من: أمن ، واستقرار ، وتحكيم للشريعة ، وخيرات كثيرة في هذه البلاد ، لا توجد في البلاد الأخرى ، ويريدون أن يفرقوا بيننا ، وأن ينتزعوا شبابنا ، وأن ينزعوا الثقة من علمائنا ، وحينئذٍ يحصل ، والعياذ بالله مالا تحمد عقباه ، فعلينا ، علماء ودعاة وشباباً وعامة بأن لانتقبل الأفكار الوافدة ، ولا المبادئ المشبوهة ،حتى وإن تلبست بلباس الحق والخير – لباس السنة، فنحن لسنا على شك من وضعنا ولله الحمد نحن على منهج سليم ، وعلى عقيدة سليمة ، وعندنا كل خير ولله الحمد ؛ فلماذا نتلقى الأفكار الواردة من الخارج ، ونروجها بيننـا وبين شبابنا ؟ فلا زوال لهذه الفرقة إلا بترك هذه الأفكار الوافدة ، والإقبال على تنمية ما عندنا من الخير والعمل به والدعوة إليه ، نعم ، عندنا نقص ، وبإمكاننا أن نصلح أخطاءنا ، من غير أن نستورد الأفكار المخالفة للكتاب والسنة وفهم السلف من الخارج ، أو من ناسٍ مشبوهين ، أو مضللين . الوقت الآن وقت فتن ، فكلما تأخر الزمان تشتد الفتن. عليكم أن تدركوا هذا ، ولا تصغوا للشبهات ، ولا لأقوال المشبوهين والمضللين ، الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها ، ونكون مثل البلاد الأخرى : في سلب ، ونهب ، وقتل ، وضياع حقوق ، وفساد عقائد ، وعداوات، وحزبيات. وأقول لايقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة: إما منافق معلوم النفاق ، وإما فاسق يبغض العلماء لأنهم يمنعونه من الفسق ، وإما حزبي ضال يبغض العلماء لأنهم لايوافقونه على حزبيته وأفكــاره المنحرفة. 
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)
السؤال:قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قيادي إحدى الجماعات في الأردن عن هيئة كبار العلماء عندنا في البلاد السعودية ، والشريط فيه الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا ، ويقول: أما مايوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى ، فإنما صدرت بسبب ضغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد ، والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا.
الجواب: الحمدلله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء ، أما قوله: أنهم يفتون بسبب ضغوطات فهو قول باطل ، وعلماء هذه البلاد ولله الحمد – هم من أبعد الناس عن المجاملات ، فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق . وهذه فتاواهم موجودة – ولله الحمد- ومدونة وأشرطتهم موجودة ، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء . أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لايعجز عنه أحد كلٌ يقولُ لكن الشأن في الحقائق. 
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة الجزء الأول)


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/fatwa/fatwa2/3420.html#ixzz2vkKzpMtv

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق