الاعتدال والوسطية حتمية في الشريعة الإسلامية
|
جاءت الشريعة الإسلامية باليسر والتيسير، ولم تأت بالشدة والتعسير، فلاإرهاق في تكاليفها، ولا إذلال لاتباعها، ولا تضييق على معتنقيها ولا إعسار على المتمسكين بها، بل هو التوسط والاعتدال، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة: 143)، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، قال: >عدلاً<(1)·
ولقد تأكدت هذه المعاني العظيمة في أصول ا لشرع وفروعه، وقواعد الدين وجزئياته، وجاءت الآيات الكريمة لتبين ضرورة التوازن بين رغبات الدنيا ومطالب الآخرة، وحتمية الاعتدال التوسط، قال سبحانه: (واتبغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب اللمفسدين) (القصص: 77)· ومن المؤسف له أن يظهر في العالم الإسلامي، وداخل المجتمعات المسلمة أناس يلتزمون بالمغالاة، ويتمسكون بالتشديد، كما تظهر فئة أخرى يأخذون جانب التقصير والتهاون، ويرفعون شعار التساهل والترخص· والمطلوب الشرعي هو سلوك طريق الوسطية والاعتدال، الذي أراد الله عز وجل من الإنسان أن يسلكها، فهو سبحانه وتعالى خلق الإنسان ويعلم طبيعته وتكوينه، وفطرته وجبلَّته، وأودع فيه الميول والغرائز، وخلق في داخله الحاجات والعواطف، وأنزل سبحانه وتعالى الكتب، وأرسل الرسل، لبيان القواعد والضوابط التي تحيط بمكونات الإنسان الفطرية، والاجتماعية، والبيئية، والنفسية، لتوجيهها في المسار الصحيح· وفي مطالعة لآيات القرآن الكريم نقرأ ما يدعونا للاعتصام والتمسك بالاعتدال والتوسط، بدل الإفراط والتفريط عوضاً عن التساهل والمغالاة، وقد حاولت تصنيف هذه الآيات حسب الموضوعات: الآيات العامة في الاعتدال والتوسط:قال سبحانه وتعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) (البقرة: 143)· وقال سبحانه وتعالى: (ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) (البقرة: 682)· وقال سبحانه: (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) (القصص: 77)· فالآية الأولى: وصف لحال الأمة المحمدية في كونها تحمل شعار التوسط، والإنصاف، والاعتدال، والتحاكم إليها· وفي الآية الثانية: تعليم من الله للمؤمنين في أن يدعوه بأن يخفف عنهم ما كانت عليه التكاليف الشرعية في الأمم السابقة من الشدة، وكذا في نوع وشكل العقوبة· وفي الآية الثالثة: أمر من الله سبحانه وتعالى في أن يقصد الإنسان من كل تصرفاته، القولية والعملية: مرضاة الله، وأن يحسب حساب الآخرة، من دون أن ينسى حياته في الدنيا· الآيات التي ذكرت التوسط في أمر العقيدة:قال تعالى: (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) (النساء: 27)· وقال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً) (النساء: 4/171)· وقال: (لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة، وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار) (غافر: 43)· فالآية الأولى: تتحدث عن أهل الضلال والكفر الذين يتمنون ويرغبون، ويخططون ويحاولون، لينحرف المؤمنون عن خط الحقيقة والإيمان، ويتبعوا أهل الزيغ، وأصحاب الإفراط أو التفريط· والآية الثانية: تنهى عن المغالاة في الدين عموماً، والتعصب المقيت في الرأي، والتزمت المشين في الفكر· والآية الثالثة: تتحدث عن الصراع الفكري والجدل العقائدي حيث كان جواب المؤمنين بأن المسرفين في معتقدهم والمغالين في دينهم ليسوا على الطريق المستقيم· الآيات التي ذكرت التوسط في العبادات:قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة: 185)· وقال تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) (البقرة: 286)· وقال تعالى: (كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (الأنعام: 141)· قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) (التغابن: 16)· ففي الآية الأولى: كان سياق الآيات عن الصيام، بأن الله سبحانه وتعالى يريد اليسر في تكليف عباده بالصوم· وفي الآية الثانية: بيان الله عز وجل أنه لا يكلف عباده فوق طاقتهم· وفي الآية الثالثة: حديث عن أداء فريضة الزكاة في الزرع والثمار، ولا تسرفوا في أداء الحق منعاً، ولا تسرفوا في أداء الحق زيادة عن المطلوب· وفي الآية الرابعة: أمر الله عز وجل أن يكون امتثال المؤمنين لأوامره قدر استطاعتهم وجهدهم، من دون مغالاة ولا تشدد بعيداً عن الإهمال والتقصير بحجة عدم الاستطاعة، يقول الله عز وجل: (والله يعلم المفسد من المصلح) (البقرة: 220)· الآيات التي ذكرت التوسط في المعاملات الاجتماعيةقال تعالى: (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً) (النساء: 28)· وقال تعالى: (يأىها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (المائدة: 8)· وقال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (الأعراف: 31)· وقال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) (الأعراف: 23)· وقال تعالى: (ولا تطيعوا أمر المسرفين) (الشعراء: 151)· وقال تعالى: (ولا تصعِّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور) (لقمان: 18)· وقال تعالى: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان: 19)· سياق الآيات التي وردت فيها الآية الأولى: يشير إلى موضوع اختيار المرأة زوجة صالحة مؤمنة· والآية الثانية: تطلب عدم المغالاة في التعامل مع الآخرين، وعدم ظلمهم وإن كانوا على غير دين الإسلام· وفي الشؤون الحياتية اليومية من طعام وشراب: ينبغي التوسط والاعتدال، وهو ما أشارت إليه الآية الثالثة· واستعمال الزينة وأكل الطيبات من الأمور المستحبة والمباحة للمؤمنين وتركها يعد من المغالاة، كما جاء في الآية الرابعة· وفي وصف لبعض الكفار (قوم ثمود) في زمن نبي الله صالح، كان الشغل لديهم: التباهي بالعمارات، والتعاظم بالأموال، والتفاخر بالبنيان، فقال لهم نبي الله صالح عليه السلام: (ولا تطيعوا أمر المسرفين)· وفي وصية لقمان لابنه أن يتعامل مع الناس باعتدال من دون تكبُّر ولا احتقار· الآيات التي ذكرت التوسط في المعاملات الماليةقال تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً· إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً) (الإسراء: 26 ـ 27)· وقال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) (الإسراء: 29)· وقال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) (الفرقان: 67)· وقال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (الحشر: 9)· في الآيتان الأولى والثانية نهي عن التبذير في الإنفاق، وهو الصرف في المحرمات· وفي الآية الثالثة: تشبيه لحال الإنسان المقتِّر والمسرف بمن ربط يده إلى عنقه كي لا يستفيد من عملها أو بسطها ومدها كلها من دون حساب أو مراجعة· وفي وصف عباد الرحمن إنهم معتدلون في تصرفاتهم وفي إنفاقهم كما في الآية الرابعة، وأخيراً يبين الله عز وجل أن من صفات المفلحين أنهم تخلصوا من مرض البخل والشح، البخل على الآخرين، والشح على النفس لعدم الإنفاق عليها· وأما الاعتدال والوسطية في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي واضحة المعالم، جلية المفهوم، وفيما يلي طائفة منها: الأحاديث النبوية العامة التي ذكرت التوسط والاعتدال:عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة(2) والروحة(3) وشيء من الدلجة(4)<(5)· وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >وكان أحبَّ الدين إليه ـ أي إلى الله عز وجل ـ ما دام عليه صاحبه<·(6) وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مبتذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء، ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبوالدرداء، فصنع له طعاماً، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نعم، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: >صدق سلمان<·(7) وعن عبدالله بن سرجس المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >السمتُ الحسن، والتؤدة، والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة<·(8) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: >ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعاً، فإنه يبلغه إلى الأخرى، ولا تكونوا كلاًّ على الناس<·(9) وأما الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في العبادات بصفة عامه، فإليكم بعضها: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندهاامرأة، قال: من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها، قال: >مه(10)، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه<·(11) عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهناك حبل ممدود بين ساريتين، فقال: >ما هذا؟<، قالوا: لزينب تُصلي، فإذا كسلت أوفترت أمسكت به، فقال: >حلوة، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر قعد<(12)· عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر!!، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: >أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني<·(13) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: >كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً<·(14) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في عبادة الصلاة:عن ابن عباس رضي الله عنه، في قوله عز وجل: (ولاتجهر بصلاتك)، قال: >نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تجهر بصلاتك)، فيسمع المشركون قراءتك، (ولا تخافت بها)، عن أصحابك، أسمعهم القرآن، ولا تجهر ذلك الجهر، (وابتغ بين ذلك سبيلاً)، يقول بين الجهر والمخافتة<(15)، فإذا كان صوت قراءة القرآن يحتاج لاعتدال ووسطية، فما بالك بسائر مناحي الحياة والمناشط الدنيوية· عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: >يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل<·(16) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في عبادة الصوم:عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: >يا عبدالله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟!<، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: >فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله<، فشددت فشدد عليَّ، قلت: يا رسول الله إني أجد قوة، قال: >فصم صيام نبي الله داود عليه السلام، ولا تزد عليه<، قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام، قال: >نصف الدهر<، فكان عبدالله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم<·(17) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، وذلك في رمضان، فصام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضعف ضعفاً شديداً، وكاد العطش أن يقتله، وجعلت ناقته تدخل تحت العضاه، فأُخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: >ائتوني به<، فأُتي به فقال: >ألست في سبيل الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفطر<، فافطر·(18) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال والنذر:عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبوا إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: >مره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتمَّ صومه<·(19) حدثنا إسماعيل حدثنا الجريري عن أبي السليل قال حدثتني مجيبة عجوز من باهلة عن أبيها أو عن عمها، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة مرة، فقال: >من أنت<، قال: أو ما تعرفني، قال: >ومن أنت<، قال: أنا الباهلي الذي أتيتك عام أول، قال: >فإنك أتيتني وجسمك ولونك وهيئتك حسنة، فما بلغ بك ما أرى؟!<، فقال إني والله ما أفطرت بعدك إلا ليلاً، قال: >من أمرك أن تعذب نفسك؟! من أمرك أن تعذب نفسك؟! من أمرك أن تعذب نفسك؟! ـ ثلاث مرات ـ صم شهر الصبر رمضان<، قلت: إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، فقال: >فصم يوماً من الشهر<، قلت: إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، قال: >فيومين من الشهر<، قلت: إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، قال: >وما تبغي عن شهر الصبر، ويومين في الشهر<، قال: قلت: إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، قال: >فثلاثة أيام من الشهر<، قال: وألحم عند الثالثة، فما كاد قلت إني أجد قوة، وإني أحبُّ أن تزيدني، قال: >فمن الحرم، وأفطر<·(20) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في الحج:عن ابن عباس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: >هات القُطْ لي<(21)، فلقطت له حصيات هُنَّ حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده، قال: >بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلوَّ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين<·(22) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في العقيدةعن حنظلة الأسيدي ـ وكان من كتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال: لقيني أبوبكر رضي الله عنه، فقال: كيف أنت يا حنظلة، قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً، قال أبوبكر: فوالله إنا لنلقي مثل هذا، فانطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >وما ذاك؟<، قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة< ثلاث مرات·(23) الأحاديث النبوية التي ذكرت التوسط والاعتدال في قراءة القرآنعن عبدالله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال: >اختمه في شهر<، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: >اختمه في عشرين<، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: >اختمه في خمسة عشر<، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: اختمه في عشر<، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: >اختمه في خمس<، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فما رخَّص لي·(24) وفي العلاقات الاجتماعية وردت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين التوسط والاعتدال، منها: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >كلوا، وتصدَّقوا، والبسوا، في غير إسراف ولا مخيلة<·(25) عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، ولا ينفق عليَّ وولدي ما يكفيني، أفآخذ من ماله ولا يشعر؟ قال: >خُذي ما يكفيك وولدك، بالمعروف<(26)، أي من غير زيادة وإفراط· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرجل يفوت أهله قوتاً فيه سعة، وكان الرجل يفوت أهله قوتاً فيه شدة فنزلت: (من أوسط ما تطعمون أهليكم)·(27) عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: >من فقه الرجل رفقُهُ في معيشته<·(28) وفي الوصاية على اليتيم، ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إطار الوسطية والاعتدال: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أجد شيئاً، وليس لي مال ولي يتيم له مال، قال: >كل من مال يتيمك غير مسرف ولا متأثل مالاً<، قال: وأحسبه قال: >ولاتقي مالك بماله<·(29) وفي المحبة والمودة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤمن أن يكون على حال من الاعتدال والتوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: >أحبب حبيبك هوناًما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما<·(30) وفي مقام الموعظة والإرشاد، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المعتدلين والمتوسطين عن أبي وائل قال: كان عبدالله ـ يعني ابن مسعود رضي الله عنه ـ يذكِّر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: >أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا<·(31) والدعوة إلى التوسطية والاعتدال لم تقتصر على نصوص القرآن والسنة، بل وردت هذه المعاني في أقوال الصحابة والتابعين وأعمالهم، فمن آثارهم: قول عبدالله بن عمرو بن العاص: >احرز لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً<·(32) وروي عن الإمام الأوزاعي أنه قال: >ما من أمرٍ أمرَ الله به إلا عارضه الشيطان فيه بخصلتين، لا يبالي أيهما أصاب الغلو والتقصير<·(33) وبعد عرض النصوص يحسن وضع ما يلي من النقاط ليسير عليها المسلم، للوصول إلى حد الوسطية والاعتدال في دين الله من دون غلو أو تفريط: ـ الالتزام بأحكام الدين: عقيدة وعبادة، علماً وعملاً، من دون الخروج قيد أنملة، (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون) آل عمران: 83· ـ قصد وجه الله في العبادات والمعاملات، في الأقوال والأفعال، في التصرفات والحركات، (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) البينة:5· ـ الاحتكام عند الاختلاف ـ إلى شرع الله، قال تعالى: (إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون) يوسف:67· ـ حسن التوكل على الله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) الطلاق:3· ـ مجالسة العلماء، وصحبة الصادقين (وكونوا مع الصادقين) التوبة:119· ـ الحرص على الطاعات، والمواظبة عليها وإن قلت· ـ التسابق في الخيرات والتنافس في القربات· ـ نبذ التعصب والتزمت· ـ ترك التمييز بين خلق الله بحجة المدرسة الفقهية المختلفة، أو المذهب المختلف· ـ نبذ التفريق بين المسلمين بحجة القبلية أو الشعوبية، فإن الله إنما خلقنا كذلك للتعارف والتوادد، لا للتنابذ والتفرد: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات: 13· ـ التوازن الحياتي في إشباع الغرائز والميول والعواطف، إذ في الحديث: >خير الأمور أوساطها<(34)، وقال الشاعر: عليك بأوساط الأمور فإنها نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعباً وقال آخر: حب التناهي غلط خير الأمور الوسط اللهم وفقنا لمحاربك من الأعمال، واجعلنا من الأمة الوسط· الهوامش(1) رواه الترمذي، كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سور البقرة، رقم: (2886) ورقم: (2887)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والإمام أحمد، باقي مسند المكثرين، رقم: (10841)· (2) أي ثقلاً، والأصر عقد الشيء وحبسه بقهره، يقال: أصرته فهو مأصور والمأصر: محبس السفينة، وقوله: (ويضع عنهم إصرهم)، أي الأمور التي تثبطهم وتقيدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثوابات، ينظر: المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ص(19)· (3) (أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة، وهي الجنة، فإن من حق المؤمن: أن يصرف الدنيا بما ينفعه في الآخرة لا في التجبر والبغي)، والابتغاء: خاص بالاجتهاد في الطلب، فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود، انظر: تفسير القرطبي (13/314، والمفردات، للراغب الأصفهاني، ص(56)· (4) لغدوة: المرة من الغدو وهو: سير أول النهار، نقيض الرواح، انظر: النهاية في غريب الحديث، (3/346)، ولسان العرب، (15/118)· (5) الروحة: من الروح وهو: تباعد صدور القدمين وتدانى العقبين، انظر: الفائق، (2/420)· (6) الدلجة: سير الليل كله، والدلج والدلجان وادلجة، الأخيرة عن ثعلب: الساعة من آخر الليل، والفعل: الإدلاج، وأدلجوا: ساروا من آخر الليل، ويقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وادلج بالتشديد إذا سار من آخره، والاسم منهما الدلجة والدلدة بالضم والفتح، انظر: لسان العرب، (2/272)، والنهاية في غريب الحديث، (2/129)· (7) رواه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: الدين يسر، رقم: (38)، والنسائي، كتاب: الإيمان وشرائعه، باب: الدين يسر، رقم: (4948)· (8) رواه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: أحب الدين إلى الله عز وجل أدومه، رقم: (41)، ومسلم، كتاب: صلاة المسافر وقصرها، باب: أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو··، رقم: (1308)، والنسائي، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، رقم: (1624)، وابن ماجه، كتاب: الزهد، باب: المدوامة على العمل، رقم: (4228)، والإمام أحمد، مسند باقي الأنصار، رقم: (24451)· (9) رواه البخاري، كتاب: الصوم، باب: من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه، رقم: (1832)، والترمذي: كتاب: الزهد، باب: منه، رقم: (2337)· (10) رواه الترمذي، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في التأني والعجلة، رقم: (1933)، وقال: حديث حسن غريب· (11) رواه الديلمي في كتابه: الفردوس بمأثور الخطاب، رقم: (5249)، (3/309)، عن أنس بن مالك وابن عمر· (12) قال ابن حجر: (قوله: (مه)، قال الجوهري: هي كلمة مبنية على السكون، وهي اسم سمي به الفعل، والمعنى أكفف، يقال: مهمهته إذا زجرته، فإن وصلت نونت فقلت مهٌ، وقال الداودي: أصل هذه الكلمة: (ما هذا) كالإنكار فطرحوا بعض اللفظة، فقالوا: مه فصيَّروا الكلمتين كلمة، وهذا الزجر يحتمل أن يكون لعائشة، والمراد نهيها عن مدح المرأة بما ذكرت، ويحتمل أن يكون المراد النهي عن ذلك الفعل، وقد أخذ بذلك جماعة من الأئمة، فقالوا: يكره صلاة جميع الليل كما سيأتي في مكانه)، فتح الباري، (1/102)· (13) سبق تخريجه في هذا البحث· (14) رواه البخاري، كتاب: الجمعة، باب: ما يكره من التشديد في العبادة، رقم: (1082)، ومسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن، رقم: (1306)، والنسائي، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: الاختلاف على عائشة في قيام الليل، رقم: (1625)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: النعاس في الصلاة، رقم: (1117)، وابن ماجه، كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في المصلي إذا نعس، رقم: (1361)· (15) رواه البخاري، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح، رقم: (4675)، ومسلم، كتاب: النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت إليه نفسه، رقم: (2487)، والإمام أحمد، باقي مسند المكثرين، رقم: (13045)· (16) رواه مسلم، كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم: (1433)، والترمذي، كتاب: الجمعة، باب: ما جاء في قصر الخطبة، رقم: (465)، والنسائي، كتاب: الجمعة، باب: القراءة في الخطبة الثانية والذكر فيها، رقم: (1401)، وكتاب: صلاة العيدين، باب: القصد في الخطبة، رقم: (1564)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: الرجل يخطب على قوس، رقم: (928)، وابن ماجه، كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في خطبة الجمعة، رقم: (1096)، والإمام أحمد، أول مسند البصريين، رقم: (20023)، والدارمي، كتاب: الصلاة، باب: في قصر الخطبة، رقم : (1512)، والقصد: هو الوسط بين الطرفين، والقصد: استقامة الطريق، قصد يقصد قصداً فهو قاصد، أي أخذ طريقاً معتدلاً، انظر: النهاية في غريب الحديث، (4/67)، ولسان العرب، (3/353)· (17) رواه البخاري، كتاب: تفسير القرآن، باب: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، رقم: (4353)، ومسلم، كتاب: الصلاة، باب: التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية، رقم: (677)، والنسائي، كتاب: الافتتاح، باب: قوله عز وجل: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)، رقم: (1001)، والترمذي، كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة بني إسرائيل، رقم: (3070)، والإمام أحمد، مسند العشرة المبشرين بالجنة، رقم: (150)· (18) رواه البخاري، كتاب: الجمعة، باب: ما يكره من ترك قيام الليل، رقم: (1084)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقاً، رقم: (1965)· (19) رواه البخاري، كتاب: الصوم، باب: حق الجسم في الصوم، رقم: (1839)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقاً، رقم: (1962)، والنسائي، كتاب: الصيام، باب: صوم يوم إفطار يوم، رقم: (2350)، وأبوداود، كتاب: الصوم، باب: في صوم الدهر تطوعاً، رقم: (2072)، والإمام أحمد، مسند المكثرين من الصحابة، رقم: (6581)· (20) رواه الإمام أحمد، باقي مسند المكثرين، رقم: (14003)· (21) رواه البخاري، كتاب: الأيمان والنذور، باب النذور فيما لا يملك وفي معصية، رقم: (6210)، وأبوداود، كتاب الأيمان والنذور، باب: من رأى عليه كفارة إذا كان في معصية، رقم: (2870)، وابن ماجه، كتاب: الكفارات، باب: من خلط في نذرة طاعة بمعصية، رقم: (2127)، والإمام مالك، كتاب: النذور والأيمان، باب: ما لا يجوز من النذور في معصية الله، رقم: (900)· (22) رواه الإمام أحمد، أول مسند البصريين، رقم: (19435)· (23) أي اجمع لي حصى الجمال· (24) رواه النسائي، كتاب: مناسك الحج، باب: التقاط الحصى، رقم: (3007)، وابن ماجه، كتاب: المناسك، باب: قدر حصى الرمي، رقم: (3020)، والإمام أحمد، ومن مسند بني هاشم، رقم: (3078)· (25) رواه مسلم، كتاب: التوبة، باب: فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة، رقم: (4937)، والترمذي، كتاب: صفة القيامة والرقائق، باب: منه، رقم: (2438)، والإمام أحمد، أول مسند الكوفيين، رقم: (18268)· (26) رواه ا لترمذي، كتاب: القراءات، باب: ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، رقم: (2870)، وقال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، يستغرب من حديث أبي بردة عن عبدالله بن عمرو· (27) رواه النسائي، كتاب: الزكاة، باب: الاحتيال في الصدقة، رقم: (2512)، وابن ماجه، كتاب: اللباس، باب: البس ما شئت ما أخطأك سرف أو مخيلة، رقم: (3595)· (28) رواه البخاري، كتاب: البيوع، باب: من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، رم: (2059)، ومسلم، كتاب: الأقضية، باب: قضية هند، رقم: (3233)، والنسائي، كتاب: آداب القضاة، باب: قضاء الحاكم على الغائب إذا عرفه، رقم: (5325)، وأبوداود، كتاب: البيوع، باب: في الرجل يأخذ حقه من مال زوجها، رقم: (3065)، وابن ماجه، كتاب: التجارات، باب: ما للمرأة من مال زوجها، رقم: (2284)، والإمام أحمد، باقي مسند النصار، رقم: (22988)، والدارمي، كتاب: النكاح، باب: في وجوب نفقة الرجل على أهله، رقم: (2159)· (29) رواه ابن ماجه، كتاب: الكفارات، باب: من أوسط ما تطعمون أهليكم، رقم: (2104)· (30) رواه الإمام أحمد، مسند الأنصار، رقم: (20706)، المتأثل، الجامع، وكل شيء له أصل قديم، أو جمع حتى يصير له أصل، فهو مؤثِّل ومتأثل، وتأثل مالاً: اكتسبه واتخذه وثمَّره، ينظر: الغريب لابن سلام، (1/192)، ولسان العرب، (11/9)· (31) رواه أبوداود، كتاب: الوصايا، باب: ما جاء في ما لولي اليتيم أن ينال من مال اليتيم، وابن ماجه، كتاب: الوصايا، باب: قوله: (ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف)، رقم: (2709)· (32) رواه الترمذي، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض، رقم: (1920)، وقال: أبوعيسى هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح عن علي موقوف قوله· (33) رواه البخاري، كتاب: العلم، باب: من جعل لأهل العلم أياماً معلومة، رقم: (68)، ومسلم، كتاب: صفة يوم القيامة والجنة والنار، باب: الاقتصاد في الموعظة، رقم: (5048)، والإمام أحمد، مسند المكثرين من الصحابة، رقم: (4270)· (34) رواه الحارث في مسنده >زوائد الهيثمي<، باب كيف العمل للدنيا والآخرة، رقم: (1093)، (2/983)· (35) رواه العسكري عن الأوزاعي، ذكره في كشف الخفاء، (1/391)· (36) رواه البيهقي في شعب الإيمان، رقم: (3888)، (3/402)·
بقلم الكاتب: الدكتور: علاء الدين زعتري
|
الأحد، 9 مارس 2014
الاعتدال والوسطية حتمية في الشريعة الإسلامية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق