الأحد، 9 مارس 2014

أكابر العلماء .. رأس النصيحة والوقاية

أكابر العلماء .. رأس النصيحة والوقاية


مكانة العلماء
يقول الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في مقدمة كتابه “الرد على الجهمية” كلاما نفيسا في مكانة أهل العلم فكان مما قال : الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون مَن ضَلّ إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحْيَوه ، وكم من ضالّ تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عقال الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، مجمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله ، وفي الله ، وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جُهَّال الناس بما يُشَبِّهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتن المضلين .
هذا كلام إمام من أئمة المسلمين عرف قدر العلماء ، فأثنى عليهم بشيء من حقهم – رحم الله الجميع – لكن يهمّنا جدا أن ننبه على بعض الأمور ، وأولها أنه لا بد أن نعرف من هم العلماء الذين يُعْنون ، إذا قيل : حقوق العلماء . هل كل من قال : قال الله ، قال الرسول ، وفسر كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – كيفما اتفق صار عالما ؟ أم أنهم العلماء الذين وصفهم أسلافنا بأوصاف لا بد أن تكون فيهم ؟
من هم العلماء؟
الجواب ما قاله الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في وصف أهل العلم ، حيث قال ( 3) : فقهاء الإسلام ، ومن دارت الفُتيا على أقوالهم بين الأنام ، الذين خُصّوا باستنباط الأحكام ، وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام ، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء ، بهم يهتدي الحيران في الظلماء ، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب ، قال – تعالى – ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [سورة النساء : الآية 59] .
وقال بعض السلف : وهم الطائفة التي نفرت لطلب العلم ، والتفقه في الدين كما جاء في القرآن ﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [سورة التوبة : الآية 122] .
وهم الطائفة المنصورة ، وهم أهل الحديث ، كما قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – .
وهم رأس الجماعة ، وهم أيضا الذين أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بالرجوع إليهم وأمرنا الله – سبحانه وتعالى – بذلك .
يقول الآجُرّي – رحمه الله تعالى (4 ) – في بيان من هم العلماء : علامة من أراد الله – عز وجل – به خيرا سلوك هذه الطريق : كتاب الله – عز وجل – وسَنَن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسَنَن أصحابه – رضي الله عنهم – ومن تبعهم بإحسان – رحمة الله تعالى عليهم – وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد ، إلى آخر ما كان من العلماء ، مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام ، ومن كان على مثل طريقهم ، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء .
هؤلاء هم المستمسكون بالسنة ، الثابتون عليها ، الذين لا تُرضيهم كثرة الجموع ، ولا يغرهم ثناء الناس عليهم ، بل هم ثابتون على سنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – ولذلك حين جاء رجل إلى مالك بن أنس – وهو إمام دار الهجرة – فقال له : يا أبا عبد الله أسألك عن مسائل . فسأله عن ثلاثين مسألة ، فلم يُجب مالك إلا في ثلاث ، وفي سبع وعشرين قال : لا أدري . فقال له : يا أبا عبد الله أضرب إليك أكباد الإبل من العراق لأسألك ، فتقول لي في سبع وعشرين : لا أدري . فقال : اذهب وأخبِر مَن وراءك أن مالكا لا يدري .
فانظر إلى هذا التواضع ، وإلى الهدي ، والسمت الصالح من هؤلاء الأئمة – رحمهم الله تعالى – .
أنهم راسخون في العلم
ويقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في أوصاف هؤلاء العلماء ( 5) : الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشُّبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ، ولا قدحت فيه شكّا ، لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرَس العلم .
إذن الصفة الأولى من صفات أهل العلم أنهم راسخون في العلم ، لا يطلب أحدهم العلم دونما ترتيب وتنظيم ، فهو يطلب العلم بجزئياته وتفصيلاته ، حتى ولو لم يكن محتاجا لهذه المسألة في هذا الوقت ، فبعض الناس ربما لا يبحث عن مسألة إلا إذا احتاج إلى معرفتها ، فيرجع إلى كتب أهل العلم .
وقد قال أنصاري لابن عباس : ويحك يا ابن عباس تطلب العلم وفي الناس أمثال عمر وأبي بكر . يعني أن الناس لن يحتاجوا إليه ، وكان صغير السن – رحمه الله ورضي عنه – فقال : بل أفعل ما أمرني به الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو كلمة نحوها .
ثم لما كبر كل من ابن عباس ، وهذا الأنصاري كان الأنصاري يقول : هذا الفتى – يعني ابن عباس – كان أعقل مني . لأن الكبار قد ماتوا واحتاج الناس إلى ابن عباس ، فكان حبر الأمة ، وترجمان القرآن ، – رضي الله عنه – ورحمه .
أنهم أهل نُسك وخشية
ثانيا : أنهم أهل نُسك وخشية ، ترى ذلك في عبادته ، في صومه ، في قراءته للقرآن ، في ، ذكره ، في قيامه ، لا يُغتاب عنده أحد ، ولذلك يقول الله – عز وجل – ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [سورة فاطر : الآية 28] ، ولهذا قال ابن مسعود – رضي الله عنه – : إنما العلم الخشية .
أنهم مشهود لهم من العلماء
ثالثا شهادة العلماء والمشايخ لهم بالعلم ، وهذه من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها في العالم الذي يُسأل ، ويؤخذ عنه العلم ، ويعطى الحقوق .
يقول مالك – رحمه الله تعالى – ما ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من كان أعلم منه ، وما أفتيت حتى سألت ربيعة – يعني ابن أبي عبد الرحمن ( 6) – ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك ، ولو نهياني لانتهيت .
وتأمل قوله – رحمه الله – ولو نهياني لانتهيت . فبعض طلاب العلم إذا نهاه الشيخ عن الفتوى ، أو عن الكلام في بعض المسائل ، يغضب ويقول : هذا علم ، ولا يجوز أن أكتم العلم .
فالله – عز وجل – جعل هؤلاء أمناء على الشريعة .
وقال – رحمه الله – : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك .
أنهم أهل الفتوى
رابعا : ومما يُعرف به أهل العلم دروسه وفتاواه ومؤلفاته ، يقول أبو طاهر السِّلَفي – رحمه الله تعالى – عن الخطابي صاحب معالم السنن المشهور ( 7) : وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف مُنصف على مصنفاته ، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته ، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته ، وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم ، وطوف ، ثم ألف في فنون من العلم وصنف .
وهكذا العلماء يبدءون صغارا ، ثم يكبَرون ، ويكبَر معهم علمهم ، ويحتاج الناس إليهم ، وفيهم من الدين والتقوى والورع ما يحجزهم أن يروا أنفسهم شيئا ، حتى يراهم من هو خير منهم ، ويشهد على ذلك .
العلماء لهم حق كبير على الناس
والعلماء لهم حق كبير على الناس ، كيف لا ، وقد نزل في شأنهم وَحْي يُتلى إلى يوم القيامة ، قال الله – عز وجل – ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ [سورة النساء : الآية 59] ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن أولي الأمر في هذه الآية هم العلماء ، ويجب التنبيه إلى أن طاعة العلماء ليست مقصودة لذاتها ، وإنما هي تبع لطاعة الله وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
وقد أوجب الله – عز وجل – الرجوع إليهم عند طلب العلم ، فقال – تعالى – ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة النحل : الآية 43] .
العلماء عظم الله قدرهم
وعظم الله قدرهم ، دون غيرهم ، وأشهدهم على أعظم مشهود ، حيث قال – سبحانه وتعالى – ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 18] فقرن أهل العلم في الشهادة على أعظم شهادة ، وهي توحيده – سبحانه وتعالى – .
ونفى الله – عز وجل – التسوية بين العالم وغير العالم فقال – سبحانه – ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الزمر : الآية 9] .
والعلماء هم أهل الفهم عن الله – عز وجل – ولذلك يقول – سبحانه وتعالى – ﴿ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ ﴾ [سورة العنكبوت : الآية 43] .
العلماء هم أهل الخشية
وهم أهل الخشية يقول – سبحانه وتعالى – ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [سورة فاطر : الآية 28] .
العلماء أبصر الناس بالشرور
والعلماء أبصر الناس بالشرور كما قال – سبحانه وتعالى – ﴿ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ إِنَّ الخِزْيَ اليَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الكَافِرِينَ ﴾ [سورة النحل : الآية 27] حيث أبصروا ما لم يبصره غيرهم .
وقال – سبحانه وتعالى – لما ذكر قارون ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ ﴾ [سورة القصص : الآية 79 - 80 ] .
العلماء هم ورثة الأنبياء
والعلماء هم ورثة الأنبياء ، ومن ذلك قول رسوله – صلى الله عليه وسلم – : « مَن سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورَّثوا العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر » ( 8) .
العلم دليل على الخيرية
والعلم دليل على الخيرية ، قال – عليه الصلاة والسلام – : « من يُرِد الله به خيرا يُفقهه في الدين » ( 9) .
حاجة الناس إليهم ونجاتهم منوطة بالرجوع إليهم ، فلا نجاة إلا بالرجوع إلى العلماء ، كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله تعالى عنهما – قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْق عالما ، اتخذ الناس رؤوسا جُهَّالا ، فسئلوا ، فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضَلُّوا » (10 ) .
بقاء أهل العلم سبب للاهتداء والنجاة
فبقاء أهل العلم سبب للاهتداء والنجاة بحول الله وقوته ، فعن أبي الدَّرْدَاءِ – رضي الله عنه قال : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « هَذَا أَوَانٌ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ ، حَتَّى لاَ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ » . فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ : كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ ، فَوَاللهِ لَنَقْرَأَنَّهُ ، وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ : « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ ، إِنْ كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ » ( 11) . قَالَ جُبَيْرٌ : فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، قُلْتُ : أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، إِنْ شِئْتَ لأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ : الْخُشُوعُ ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلاَ تَرَى فِيهِ رَجُلاً خَاشِعًا .
وأنا أذكر أن شيخنا ابن العثيمين – رحمه الله – كان عندما يتكلم عن هذه المسألة يقول : هذا المصحف بين أيدينا مطبوع ومنتشر في كل مكان ، وكتب الحديث منتشرة ، ولكن ولو جاء رجل وأثار شبهة صغيرة علينا ، لما استطعنا أن نرد على شبهته ، ولو كان عندنا قدر هذا المكان الذي نحن فيه من الكتب ، نحن نحتاج إلى عالم يفهم هذا القرآن ، ويفهم هذه السنة ليرُدّ على مثل ذلك .
الناس في أمس الحاجة إلى العلماء في كل آن ، وفي كل حين ، يقول الإمام أحمد – رحمه الله – : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الطعام والشراب يحتاج المرء إليه في اليوم مرتين أو ثلاثة ، وأما العلم فيحتاج إليه في كل وقت .
أصل المادة :
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/16342.html#ixzz2jYXEyhpr
—————-
الكاتب:د عادل السبيعي


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/31741.html#ixzz2vSXIeh24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق