تأصيل العقيدة حماية من الفتن
في هذا الزمان تحدث فتن وضلالات لمن لم يتعلم أصول العقيدة الصحيحة
قال معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إن تأصيل العقيدة يعني أن تُجعل هي الأصل، وتأصيلها في الناس، أن تُجعل أصلاً في حياتهم ينظرون بها، ويقيّمون بها، ويهدون بها وإليها، تأصيل العقيدة أن تكون هي الأساس في نفس المسلم، وأن تكون هي الأساس أيضاً في المجتمع المسلم، فالمجتمع المسلم يُبنى على ما يحبه الله ويرضاه، وأعظم ما يحبه الله ويرضاه صفاء القلب، وتوجه القلب والوجه إليه سبحانه وذلك بالعقيدة الصحيحة الصافية.
وشدد معاليه على أن العقيدة في الآخرة حماية من الخطر العظيم وهو النار، وفي الدنيا حماية للناس من زيغ القلب، حماية للمسلم من الخلل في منهجه، حماية للمسلم في رزقه، ومعيشته، في ظنه بربه-جل وعلا-وفي حياته المطمئنة، كذلك تأصيل العقيدة حماية للدولة المسلمة، الدولة المسلمة يجب أن يكون أول ما تهتم به العقيدة تؤصلها في الناس، تدعوهم إليها، تضعها في مناهج التعليم وتحرص على ذلك.
جاء ذلك في محاضرة لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ ألقاها مؤخراً في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض بحضور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء بعنوان: (تأصيل العقيدة حماية من الأخطار الهدامة)، فيما يلي نصها:
الحمد لله حق الحمد وأوفاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله وصفيه وخليله وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى تركها بعده-صلى الله عليه وسلم-على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد كفاء ما أرشدنا إليه، وهدانا إليه كلما صل عليه المصلون، وصل اللهم وسلم عليه كلما غفل عن الصلاة عليه الغافلون.. أما بعد أيها الأخوة:
أسأل الله-جل وعلا-أن يجعلني وإياكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة للمرء في دنياه، وفي آخرته، موضوع هذه المحاضرة موضوع مهم لأنه به النجاة في الدنيا وبه النجاة في الآخرة عنوانه: (تأصيل العقيدة حماية من الأخطار الهدامة)، والأخطار الهدامة أعظمها الأخطار الأخروية عند لقاء الله-جل وعلا-{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} وهي الأخطار التي ربما هدمت كل العمل، أو هدمت أكثر العمل، أو أبقت الإنسان في النار والعياذ بالله، ومنها أخطار في الدنيا.
لذلك هذا الموضوع مهم لأنه به النجاة في فهمه في الدنيا، وفي الآخرة، وتأصيل العقيدة معناه جعلها أصلاً وأساساً في حياة الناس وليست أمراً ثانوياً، أو أمراً كغيره ويساوي غيرة من المسائل الشرعية، أو من المسائل الدنيوية والعياذ بالله، تأصيل العقيدة أن تُجعل هي الأصل تأصيلها في الناس، أن تُجعل أصلا في حياتهم ينظرون بها، ويقيّمون بها، ويهدون بها وإليها، تأصيل العقيدة أن تكون هي الأساس في نفس المسلم، وأن تكون هي الأساس أيضاً في المجتمع المسلم، فالمجتمع المسلم يُبنى على ما يحبه الله ويرضاه، وأعظم ما يحبه الله ويرضاه صفاء القلب، وتوجه القلب والوجه إليه سبحانه وذلك بالعقيدة الصحيحة الصافية، تأصيل العقيدة مهم لأنه يحمي الإنسان من أن يوبق عمله، وأن يخسر ما يعمله: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ} هي تعمل وتنصب ولكن أصابها الخطر: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً}.
تأصيل العقيدة مهم لأنه فيه دخول الجنة والنجاة من النار: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، تأصيل العقيدة به دخول الجنة والنجاة من النار، يعني أن تكون اساساً في نفسك وهذا يحملك على تعلم العقيدة، تعلم أساسات الاعتقاد والعقيدة الإسلامية بسيطة، فتأصيل العقيدة في النفس وفي المجتمع في حال الفرد المسلم، وفي حال الجماعة المسلمة وفي حال الدولة المسلمة يحمي الفرد والجماعة والدولة من الأخطار التي توبق الدنيوية والأخروية.
العقيدة سُميت عقيدة لأنها يُعقد عليها القلب، الشيء المهم الذي تحتاج إلى الاهتمام به تعقد عليه، يعني تُغلقه في قلبك فيصبح عقداً قوياً من حيث عدم الشك فيه والمحافظة عليه ووجوده في القلب، كذلك عقيدة لأنها عقد بينك وبين الله-جل وعلا-تحافظ عليه وتلتزم به، العقيدة الإسلامية سهلة ولكن كثرُت الفرق والمخالفات فكبر الكلام، وكثر الكلام في العقيدة وإلا ففي الاساس هي تطبيق للإيمان، لأركان الإيمان الستة، والعقيدة إذاً هي الإيمان بما أوجب الله الإيمان به من أمور الغيب قال الله -جل وعلا- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}، وقال -جل وعلا- أيضاً {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
أركان الإيمان جاءت في حديث جبريل المعروف الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر-رضي الله عنه-قال جبريل لما أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- اخبرني عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)، فأركان العقيدة هي هذه الستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، وهذه مبسوطة يمكن أن يُرجع إليها في مواطنها بتفاصيلها وليس المقام اليوم بيان تفاصيل العقيدة، لكن هذه الإيمان بهذه الأركان الستة يشمل ماذا؟ يشمل أولا:ً وهو أهمها الإيمان بالله، إيمان بالله وحده رباً فلا رب لنا سواه الإيمان بالله وحده إلهً مستحقاً للعبادة وحده دون ما سواه الايمان بالله -جل وعلا- كاملاً في ماله من الاسماء والصفات والأفعال سبحانه وتعالى، وأول ما يظهر لك الإيمان بالله يعني الإيمان بربوبية الله، المشركون كانوا يؤمنون بأن الله هو الرب الخالق الرازق المعطي: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}، أي ما عندهم الحاد في وجود الله، لا ينكرون الله -جل وعلا- وجوداً ولكن أنكروا انه المستحق للعبادة وحده لذلك وهنا أول مطلب في مطالب موضوع المحاضرة، لذلك تأصيل الإيمان بربوبية الله حماية من الأخطار الهدامة، الإيمان بربوبية الله إذ أُصل لم يوجد الإلحاد كما تعلم أن الإلحاد يعني إنكار وجود الله -جل وعلا- أو الاستهزاء بالله -جل وعلا-، أو الاستهزاء بما أنزل، عدم الإيمان بالله رباً ولا إله. الكفر بوجود الله -جل وعلا- هذا من أعظم ما يُلقيه الشيطان في النفوس: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}، فئة قليله كانت من العرب قليله تقول بهذا القول ولذلك ليس في القرآن كثير حوار يتعلق بهذا الاصل وهو الايمان بتوحيد الربوبية ولكن القرآن كله تقريرً لتوحيد الربوبية لاستحقاق الله -جل وعلا- الربوبية وحده فهو الخالق وحده، وهو الرازق وحده، وهو المحيي وحده، وهو المميت وحده، وهو المجير وحده، وهو الذي لا يجار عليه وحده، وهو سبحانه قوي وحده، وهو على كل شيء قدير وحده وهو سبحانه خالق كل شيء.
إذاً في مثل هذا الزمن الذي تعرض فيه موجات لبعض من لم يتعلم العقيدة، ولم يتشبع منها ولم يستفد من ما علّم تعرض له موجات الإلحاد لابد أن نحمي العقيدة نؤصل العقيدة لنحمي بلدنا وشبابنا من هذا الخطر العظيم وهو الكفر بالله -جل وعلا- كيف؟، يكون بكثرة ذكر مفردات توحيد الربوبية، يعني في مثل هذا المقام حين يُنكر وجود الرب -جل وعلا- لابد أن نكثر من ذكر مفردات توحيد الربوبية يعني ان تذكر تفاصيل أن الله خالق كل شيء وفي كل شيء له آية تدل على انه الواحد، تبدأ بنفسك، خلق الإنسان، خلق السماء، خلق الأرض، خلق الكائنات، إجراء السحاب لما في الملكوت من عجائب يُربط بتوحيد الله -جل وعلا- وأنه سبحانه هو الذي أوجده وخلقة، فبكثرة ذكر الآيات فيه، وذكر تعظيم الرب -جل وعلا- وماله سبحانه وتعالى من العجائب في خلقه، وفي ملكوته يُغرس توحيد الربوبية في النفوس لذلك لما جاءت هذه بعض الكلمات، وبعض الأقوال التي قالها ملحدون في إنكار وجود الله -جل وعلا- أو الاستهزاء به وهي قديمة حتى في مجتمعنا قديمة أتت من عدة عقود من الزمن ثلاثين، أربعين سنة تتكرر كل فترة وبين كل فترة تتكرر إذا ضعفنا عن تقرير هذا التوحيد، تجد أن بعض الناس يطالب بحوارهم يقول لابد ان تُحمى العقيدة بحوار الملحدين وحوار الملحد يصلح فرادى، لكن ما يصلح أمام الناس في التلفاز، أو في القنوات، أو في الشبكات علناً، مثل المواقع الإلكترونية علناً، الحوار طيب وهداية الضال واجب ويكون على شكل غير معلن لماذا؟ لأن إيراد الملحد للشبه قد يتأثر به الجاهل، يأتي جاهل ويسمع هذه الشبهة تأتي في ذهنه فيكون الحوار سبب لانتشار هذه الفكرة بعض الناس ما عنده علم يقتنع بالشبهة ويأتيه الشيطان بها أكثر مما يقتنع بالعلم والحجة وإلا لما ضل من ضل، فأكثر من ضل هو عن عدم فهم ولكن العلاج الآخر المهم الناجح أن يأتي الخطيب في خطبته، والداعية في دعوته، والعالم في فتاويه، إذا سئل وأشباه ذلك يأتون بتقرير مفردات توحيد الربوبية لأن الله -جل وعلا- هو الرب سبحانه،: {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
لذلك تأصيل توحيد الربوبية منهج ومطلوب لا يقال أن هذا شيء معروف لا نؤسسه إذا كان لا يوجد إلحاد، أو لا يوجد ضعف في تعظيم الله -جل وعلا- فإنك قد لا تحتاج إلى التفصيل في كثير لكن مع وجود مثل أيامنا هذه ضعف في تعظيم الله -جل وعلا- وتوقيره وله وبعد عن رؤية آيات الله، فالخطيب والداعية والعالم، ومن له توجيه في الناس والمعلم في مدرسته يأتي إذا جاءت الآيات التي فيها ذكر الله -جل وعلا- وذكر عظمته يرقق القلوب بها نتفكر في الحديث أو في آية الكرسي {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} والكرسي الذي وسع السماوات والأرض هو موضع قدمي الرحمن -جل جلاله- وما السماوات السبع بالنسبة إلى العرش إلا كسبعة دراهم القيت في ترس، فما هذه العظمة بين السماء، والسماء مسيرة خمسمائة عام ثم بين السماء والسماء مسيرة خمسمائة عام، والناس اليوم يتفاخرون إذا بنو عمارة طولها كذا وأصبحوا يتعجبون بما فيها {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} يعني أكبر من خلق الله للناس أو أكبر مما يخلقه الناس يعني يصنعه الناس، وهذا مجال كبير جداً لتأصيل العقيدة بتوحيد الربوبية لتعظيم الله -جل وعلا- في النفوس وإذا عظمت عظم في النفوس الايمان بالله رباً فإنه يكون الخشوع قوي ودائم، لذلك إذا جاءت الآيات التي فيها ذكر الله -جل وعلا-، وفيها ذكر عظمته وأنه الواحد وأنه هو المجري لكل شئ سبحانه وهو {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ} فإذا جاءت مثل الآيات التي فيها ذكره حرك بها نفسك رددها وحرك ايضاً بها من حولك والخطيب يحرك والإمام اذا قرأها في الآيات يحرك لغرس الإيمان بالله -جل وعلا- وإذا غرس الأيمان بالله -جل وعلا- رباً فإن ما بعده يكون أسهل ولذلك في القرآن احتج الله -جل وعلا- على المشركين بما يؤمنون به وهو توحيد الربوبية على ما ينكرونه وهو توحيد الإلهية ولكن إذا نظرت توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية توحيد الربوبية يعني من آمن بالله واحداً في ربوبيته يلزم منه كما احتج الله -جل وعلا- المشركين في القرآن يلزم منه أن يجعله واحداً في عبادته له ومن وحّد الله في الاهيته فأنه متضمن من ذلك لتوحيده في ربوبيته.
الكافر بالله رباً لا ينفعه شيئاً في الآخرة {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} فهو على أشد الأخطاء كذلك المشرك بالله وهو الذي لم يوحد الله توحيداً لعبادة يعني جعل مع الله آله آخر، إما صنماً أو وثناً، الصنم هو التمثال والصورة الذي يعبد لأن الصورة لها حالات، الصور المجسمة إما أن تكون تمثالاً وهذا كان مباحاً عمله في الشرائع قبلنا وفي شريعة الإسلام حرم أشد التحريم {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ}، فالإسلام حرم الصورة أن تكون على هذا النحو وإذا عبد التمثال صار صنماً وكل معبود وثن ولذلك الصليب وثن لأنه عُبد من دون الله أو عبد مع الله -جل وعلا- والقبر وثن إذا عبد مع الله -جل وعلا- من دون الله -جل وعلا- صار وثناً، فالوثن هو ما يعبد مما ليس على صورة وإذا كان على هيئة صورة مجسمة فأنه يسمى صنم ولذلك أعظم ما يتقرب إلى الله -جل وعلا- به أن تجعل هذه النفوس التي خلقها الله جل وعلا موحدة له في إلاهيته وعبادته فلا تعبد إلا هو لا تدعوا دعاء العبادة إلا له ولا تدعوا إلا هو لا تذبح ذبح العبادة والتقرب إلا له ولا يرجى رجاء العبادة إلا منه سبحانه لا يُخاف خوف السر الذي لا يرتبط بأمور ظاهرة بأسباب ظاهرة إلا منه سبحانه وتعالى وهكذا في أنواع العبادة هنا يأتي أناس يقول ما أهمية هذا التوحيد الذي دائماً تقولونه دائماً ترددونه ما أهميته في حياة الناس له أعظم الأثر في الدنيا وفي الآخرة أما أثره في الدنيا فهو الحياة المطمئنة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وفي الآخرة أعظم أثر أن تموت وأنت لا تشرك بالله شيئاً من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} لذلك تأصيل هذا التوحيد هو أعظم بر بالناس وأعظم إحسان إلى الخلق فالإحسان إلى الخلق بالصدقة إحسان لكن بنجاتهم في الدنيا والآخرة بتأصيل العقيدة تأصيل توحيد العبادة هذا أعظم بر وإحسان إليهم وأعظم نفع له، فالذي يعلم التوحيد ويعلم هذه العقيدة سواءً في المساجد أو في المحاضرات أو في الجامعات يحتسب أنه ينفع الناس بأعظم النفع وهو في ميراث الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام لذلك حماية هذا الأصل واجه وتأصيل توحيد الألوهية في الناس واجب لأن به سعادة الناس في الدنيا وسعادتهم في الآخرة فالأفراد يجب عليهم أن يهتموا بذلك وكذلك الجماعات التي تعمل للإسلام في كل مكان يجب أن يهتموا بتنقية النفوس لتكون لله -جل وعلا- وحدة وأن يكون عنده تمييز بين الحق والباطل في التوحيد وله الأثر الكبير في الدولة لأن الله -جل وعلا- وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات كما قال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} فأي ثمرة أعظم من الأمن الوارث في ثمرةٍ دنيوية غير إرسال الأمطار وخيرات السماء والأرض وفتح كنوز الله -جل وعلا- من السماء والأرض وهنا وقفة وهي أن أهل العلم لما صنفوا في العقيدة أصلوا أصلاً مهماً جداً وتأصيله من تأصيل العقيدة، وهو أنه كيف أن نتلقى هذا الدين كيف نتلقى الشريعة هذا سؤال مهم تتلقى الشريعة بأي وسيلة تتلقى الشريعة ما منهج التلقي للشريعة؟ كل شئ له منهج تضبط نفسك من الخطأ لابد أن تكون ممنهجاً في أعمالك فكيف في مسألة الاعتقاد ولذلك سمى كثيراً سمى العلماء كثيراً من مسائل العقيدة سموها منهاج ومنهج السبب أن المنهج يعصم المنهج يعني الطريق كيف تتعامل يعصم من الضلال فمنهج تلقي الدين وتلقي الشريعة وتلقي العقيدة لا يكون إلا بالتلقي عن الله ورسوله وما كان عليه سلف هذه الأمة في مجموعهم بمعنى أن منهج التلقي هو الاعتماد على الكتاب والسنة يقول أحد فيه احد ما يعتمد على الكتاب والسنة نعم يعتمد على الكتاب والسنة في بعض ويعتمد على عقله في البعض ولذلك تنازع كثير ممن يعتمدون على الكتاب والسنة من العلماء السابقين تنازعوا في الأدلة العقليه يعني ما يستحسنه العقل ما يراه العقل المصالح العقلية الترجيحات العقلية والشواهد العقلية فبعضهم وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة قالوا لا يقدم على الكتاب والسنة شيء من العقول واجتهادات الأذهان في ما فيه نص من الكتاب والسنة وخاصة في الأمور الغيبية في ما لا نرى في أمور الاعتقاد هذا لا مجال للاجتهاد فيه ومنازعة العقل له منازعة في غير مجالها وهذه هي الفرقة الناجية الذين قالوا منهج التلقي للاعتماد على كتاالله والسنة ولا دخل للعقل في تأصيل العقيدة ولا للمصالح في تأصيل العقيدة ومن الناس من قال العقل والنص متساويان في التلقي فيؤخذ بهذا ويؤخذ بهذا وهذا أيضاً باب لأنه جعل عقل الإنسان مساوياً للمُنزل من الرحمن -جل وعلا- وأن يكون هذا بمنزلة ذلك وضل كثيرون، حيث جعلوا الشرع في منزلة أقل من العقل بل زاد بعضهم فقال إن الشرع يعني الكتاب والسنة شاهد معدل والعقل قاض محكم وهذا القول الذي قاله فئة من أهل الكلام والفلاسفة في ما مضى من مئات السنين نراه اليوم في جرائدنا وصحفنا وفي كثير من الكتابات اللبرالية والعلمانية التي تكتب اليوم في بلاد التوحيد يجعل يناقش النصوص العقلية وقواعد الشرع المجمع عليها يناقش حتى في العقيدة يناقشها بمناقشات عقلية ويقدم عقله على مورد النص ولذلك من المهمات في تأصيل العقيدة أنه لا يقدم على القرآن والسنة شيء في أمور الاعتقاد والأمور الغيبية وما نص الله -جل وعلا- عليه ونص عليه رسوله صلى الله عليه وسلم.
لذلك قال ابن القيم -رحمه الله- في نونيته «والله ما خوف الذنوب فإنها لعل على سبيل العفو والغفران لكنما أخشى انسلاخ القلب منه تحكيم هذا الوحي والقرآن»؛ الذي نخشى منه الحقيقة الخطر، الخطر، الخطر أن لا تؤصل العقيدة وأن لا يحكم القرآن والسنة لا يحكم الوحي إنما يحكم العقل فيأتي بعقليات ثم يستشهد لها وهذا سبيل من سبل الضلال وهو الذي نراه اليوم حتى وقع فيه بعض الخاصة من المنتسبين إلى العلم حيث يشعر أولا يشعر الأصل الشرعي هو أن تستقي من الكتاب والسنة ثم تبين وتشرح وظيفة الأنبياء البيان بيان ما أنزل الله لتبين لهم ووظيفة العلماء وهي بيان ما أنزل الله وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاجتهاد في مواطن الاجتهاد لكن مصادمة العقل للوحي هذه من أكبر سبل الظلال ولذلك تأصيل العقيدة في منهج التلقي حماية من هذا الخطر الدائم الكبير الذي نراه اليوم من تقديم العقل على النص ومناقشة كل الأمور حتى في أمورٍ جاء فيه النص ويتبع هذه المناقشة الاستهزاء والعياذ بالله بما جاء به الوحي، هذا من المهمات أن تؤصل منهج التلقي تتلقى الدين من من كيف تفكر العقل وتفكر في المسائل الشرعية والدينية بأي طريق بالبحث عن الدليل ما هو الدليل الشرعي لأن هذه مسائل وحي العقل يجتهد في أمور دنياه أو يجتهد في فهم ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم لكن لا يجتهد في مصادمة النص واليوم يأتي في عام وأيضاً يصادمون الشرع بما يسمونه المصلحة اليوم جاء شيء وهو من قديم لكن في بلادنا ثار هذا الأمر في السنين الأخيرة المصلحة لا يجوز أن تصادم بالنص لأن المسائل ثلاثة أنواع مسائل عقدية فلا مجال فيها لذكر المصالح والمفاسد هذا اعتقاد والمسائل الثانية مسائل عملية مجمع عليها فلا مجال فيها لذكر مصالح وغير مصالح المسألة الثالثة مسائل عملية قابلة للاجتهاد واجتهد فيها العلماء هذا تدخل فيما المصلحة أما مصلحة مرسلة أو مصلحة منصوص عليها ومتحققة، لذلك الذين يجعلون المصلحة مقدمة في التفكير على النص هؤلاء وقعوا في خطأ دائم لذلك من تأصيل العقيدة الواجب أن نؤصل أن المصلحة تبع للشرع وليست الشرع تبعاً للمصلحة ولذلك غلط بعضهم بعض أهل العلم حينما قالوا أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله قال أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله أي أبحث عن المصلحة أين هي والشرع مواقف لهذا الشيء سواء كانت مصادمة للنص لأن الشرع جاء بالمصلحة، بل زاد بعضهم والعياذ بالله فخرق هذا الأمر فقال أن المصلحة تقضي بتغيير منهج أصول الفقه فمصلحة الناس اليوم تقتضي بأن لا نقول أن الأمر يقتضي الوجوب أو الاستحباب أو أن النهي يقتضي الحرمة أو الكراهة بحسبه أو الإباحة بحسبه قالوا حيث الأمر منوط في فهمه بالمصلحة يعني أمر الله بشيء تبحث عن مصلحتك في ضوء هذا الأمر هذا قتل واغتيال للعقيدة ولمنهج التلقي في الدين القاعدة الصحيحة التي أجمع عليها العلماء حيث وجد الشرع فثم المصلحة إذا وجد الشرع المجمع عليه في المسائل العملية فثم المصلحة في المجمع عليه مسائل الاعتقاد في ما أسسه السلف ودلت عليه دلائل الكتاب والسنة المصلحة في الدنيا والآخرة في اعتقادها وأما المسائل المختلف فيها التي فيها اجتهاد فهذه يتنازع العلماء في المصالح والمفاسد فيها ولذكر المصالح والمفاسد تفصيلات ليس هذا موطن بيانها.
هنا نقف وقفة مهمة في ذكر المنهج السلف -رحمهم الله تعالى- جمع منهجهم علماء الحديث أئمة أهل السنة كالإمام سفيان الثوري، والإمام وكيل, والإمام أحمد بن حنبل, والإمام البخاري, والإمام مسلم, وأبي داود السبستاني، وابا الخزيمة وسائر أئمة السلف وأصّلها وقعّدها شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى وجزاه الله عنا خير الجزاء وتلميذه العلامة شمس الدين ابن القيم ثم بعثها في الأمة من جديد الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن تبعه على هذا النهج هذا المنهج السلفي اليوم يطعن فيه وهنا يجب أن نقف وقفة لأن من تأصيل العقيدة تأصيل منهج السلف للعقيدة لأنه لا يمكن أن نصل إلى بالطريق لا يمكن أن تصل العقيدة إلا بمنهجها لذلك لما كتب العلماء في العقيدة جعلوا مع مسائل الإيمان التي ذكرت المسائل الست أركان الإيمان الستة جعلوا منها مسائل في التعامل، أو في الأحكام السبب لأنه هناك خلاف في هذه المسائل فجعلوا مسائل عملية مثل مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل مسألة طاعة ولاة الأمر ومسائل البيعة مثل الترضّي عن الصحابة جميعاً ومولاتهم والترضّي عن أمهات المؤمنين ومولاتهم ونصرتهم مثل مسائل الأخلاق والعبادة وتعامل المسلم مع المسلم.
تعامل المسلم مع غير المسلم ومثل مسائل البدع والخروج عنه في مسائل كثيرة هي في الأصل ليست من أركان الإيمان لكن ضّمها السلف إلى مسائل العقيدة لأنها أصبحت منهج للالتزام بالعقيدة من الكتاب والسنة ومن جاء بها فقد التزم فهي من أضخم المسائل التي قال بها الذين ضلوا عن العقيدة الصحيحة وهنا وقفة أنبه الأخوة عليها من سمع ومن لم يسمع في زمان كثرة فيه الشبهات وهي مسألة المحكم والمتشابه وصلتها بمنهج السلف وصلتها بما نقل عن السلف الله -جل وعلا- من حكمته البالغة وابتلائه لعباده جعل من كتابه القرآن من وحيه جعل منه محكماً وجعل منه متشابه كما قال -جل وعلا- في أول سورة آل عمران: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.
كذلك ما معنى المحكم والمتشابه المحكم ما يدرك معناه كل أحد المتشابه الذي يشتبه معناه على الناس أما جميعاً وأما بعضاً ويبقى أهل العلم يعلمونه أو كله أو يعلم بعضهم شيئاً وبعضهم يعلم شيئاً منه فالقرآن منه محكم ومتشابه ففيه آيات لو تأخذه وحدها سلكت مسلك الخوارج في التكفير الكبيرة في التكفير بمطلق الحكم بغير ما أنزل الله وبأشباه ذلك، وهي في آيات من القرآن كذلك منهج المرجئة المرجئة يستدلون بآيات من القرآن كذلك القدرية يستولون بآيات من القرآن لكن ما استدلوا بالمحكمات هم استدلوا بالمتشابهات وإذا اشتبه عليهم المتشابه لم يوكلوا علمه إلى الله ويأخذوا بالمحكم وإنما أخذوه كما قال الله -جل وعلا- {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}، وهنا تنتبه لهذه القاعدة قال جل وعلا: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أثبت الله سبحانه وتعالى أن وجود المتشابه من القرآن ليس هو سبب الزيغ لكن الزيغ موجود في النفوس أولاً بسبب الأعراض عن المحكمات بسبب الأعراض عن التسليم فأما الذين في قلوبهم زيغ وجد الزيغ قال فيتبعون ما تشابه منه فوجد الزيغ ثم بعده بالترتيب بالفاء ذهبوا يبحثون عن المتشابه ليبتغوا به الفتنة فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة بعضهم وابتغاء تأويله بدون أن يفهموا التأويل بالذهاب للمتشابه والله -جل وعلا- أمرنا بالإيمان بالمحكم والمتشابه نقول فيه كل من عند ربك وأهل العلم بمجموعهم يعلمون ما أشتبه منه، كلام النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً منه محكم ومنه متشابه.
فأما يأتي واحد ويقول أنا أستدل بالسنة معناها أني على حق لا تستدل بمحكمات السنة وأما ما اشتبه من السنة فقد استدلت كل الفرق الضالة أيضاً بأشياء من السنة فإذا وجد المحكم والمتشابه في القرآن فهو موجود أيضاً في السنة فبعض الأحاديث يفهم معناه كل أحد محكمات وبعضها لا يفهم معناها إلا أهل العلم فلذلك يجب عليك حتى في السنة أن لا تصغي إلى من يدلي بمتشابه وأن تأخذ بالمحكمات الواضحات البيانات من الدلائل نأتي إلى نزول درجة في الاستدلال أقوال الصحابة أيضاً يعرض لها أن يكون بعضهما محكماً وأن يكون بعضها متشابه، أقوال التابعين وأقوال بعض الأئمة يعرض لها أن تكون بعضها محكما وبعضها متشابه هذه الأقوال أيضاً الأفعال من باب أولى لأن القول فيه دلالة لفظية وأما الفعل فدلالته أضعف فيكون من الأفعال ما دلالته محكمه ومن الأفعال ما دلالته مشتبهه فلذلك من تأصيل العقيدة الذي يحمي من الأخطار هو أن يؤصل في الناس العمل بالمحكمات واليوم في زمان جهل الناس يقرؤون كثيراً لكن في جهل فيكثر الاستدلال بالمشتبهات وهذه لحظات كثيراً من المشاركات.
في المواقع ومن يتكلمون وبعض الكتب والمؤلفات لا يعزب عن الناس اليوم الاستدلال اليوم واحد عنده كمبيوتر ويبحث فيه ويضع كلمة ويبحث ويأتي بالأدلة ويقول كونت بحث.. ليس هذا هو العلم، العلم أن تعلم المحكمات أولاً {وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} قال البخاري -رحمة الله- الربّانيون هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره، وهذه مسألة مهمة في تأصيل العقيدة لكن أن يوجد نقل ينقلون من كتاب الآن ما يرجعون للكتب ينقلون أيضاً من النت ويأخذونه ويقول أنا عندي أدلة ويردون على أهل العلم هذا أولئك الذين سّم الله فاحذروهم، يعني الذين يتبعون المشتبهات {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}، أين نحن من القرآن، الله -جل وعلا- أقام علينا الحجة كل شيء بين {ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}، كذلك أفعال السلف، أفعال السلف منها محكم ومنها متشابه، يأتي بعض الناس اليوم ويقول: الخروج على ولاة الأمر، والثورة على ولاة الأمر الذين في أعناق الناس عليهم بيعة ليس للسلف فيها منهج، فبعض السلف قال كذا، وبعض السلف قال كذا، وينقل نقلاً من هنا وهناك وهذا هو المنهج الذي حذرنا الله منه، كيف نعرف منهج، منهج السلف بمجموع أقوالهم ومجموع أعمالهم لكن الواحد منهم ما جعل الله له العصمة، والاثنين منهم لم يجعل الله لهم العصمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن لنا أن هذه الامة خير أمتي من؟ الصحابة خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، فالخيرية في المجموع فلذلك قد يقع الواحد في شيء يجتهد فيه وأمره إلى الله -جل وعلا- وله فضله، لكن العالم لا يُتّبع في زلته، العالم وهو عالم لا يتبع في زلته، الاتباع يكون في الكتاب والسنة ما جعل الله لأحد العصمة بعد نبيه -صلى الله عليه وسلم- لكن الأمة في مجموعها معصومة لأنه لابد من قائم لله بالحجة وهذه من مهمات المسائل فيأتي فيقول السلف ليس لهم منهج في هذا، في ضوابط بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول السلف ليس لهم منهج في هذا، أين الذي أصلة العلماء الإمام أحمد والأئمة والببهاني وابن خزيمة وابن تيميه والعقائد ويبتعد الناس عن الواسطية، أين كتب الاعتقاد؟، أين منهج أهل الحديث؟ أين منهج السلف؟ يذهب بالاستدلال في قول فلان، أو فل فلان واحد أو اثنين هذا هو إتباع المتشابه ترك المحكمات واتباع المتشابه، إذاً فمن أتى بشيء في العقيدة يخالف تأصيلها وأساسها المجمع عليه الكثير في الكتاب والسنة في أمور الاعتقاد، أو في أمور المنهج أو أمور التعامل بالاحتجاج بشيء هنا أو هناك يخالف هذا الأصل فهذا إتباع للمتشابهات حتى أوّل الحديث، بل أوّلت أحاديث ابتغاء الفتنه، وابتغاء تأويله ما ذكره الله -جل وعلا- نراه عياناً بياناً، ولذلك قال الله -جل وعلا- في آخر سورة الأنعام {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ}، أنت لست منهم في شيء، أبعد وأبتعد عنهم التزم بالمنهج العام حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك وهنا يقضي الالتزام بهذا المنهج العام يقضي السلامة أما الأخذ باجتهادات نصادم النص بعقل، ونصادم النصوص والقواعد الشرعية بمصالح، ونصادم منهج السلف العام بقول بعضهم أو تأويل بعضهم أو نقل عن عالم حتى أئمة السلف قد يكون عند بعضهم حالة أو حادثة وقعت له تخالف المنهج العام، ليس نبياً أن يؤخذ منه كل شيء لذلك قال الإمام مالك ابن أنس إمام دار الهجرة -رحمة الله تعالى وجزاه الله خير الجزاء- قال: (ما منا من أحد إلا يؤخذ من قولة ويترك إلا صاحب هذا القبر) وهنا تضع في نفسك هذه القاعدة لا تغب عن بالك القرآن منه محكم، ومحكم متشابه، ضلت الفرق باتباع المتشابه فصارت من الاثنتين وسبعين فرقة التي هي في النار، كذلك أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- اتبعت طائفة منها المتشابه وتركت المحكمات، كذلك أفعال وأقوال الصحابة كذلك أفعال السلف وأقوال السلف فما كان الشيء إذا جاء عن ندرة فلا يُحتج به على المنهج العام لذلك وهذا والله الحمد بين ظاهر لا من جهة الاستدلال، ولا من جهة التدوين أئمة أهل الحديث وأئمة الإسلام أفصلوا ذلك لنا وتركوه لنا في المصنفات جزاهم الله عنا أحسن الجزاء ورفع درجتهم في جنات النعيم لذلك أحرص على قاعدة المحكم والمتشابه اليوم، إذا جاءك الذين يستدلون بالمتشابه تذكر أولئك الذين سّم الله فأحذروهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} هذا في القرآن كذلك الذين في قلوبهم زيغ يتبعون في السنه ما تشابه منها ابتغاء الفتنه، كذلك الذين في قلوبهم زيغ يتبعون في أفعال الصحابة ما تشابه منهابتغاء الفتنه، كذلك في أفعال السلف ابتغاء الفتنه وهكذا والحمد لله الأمر بيّن ظاهر في هذا الصدد.
تأصيل العقيدة أمان من الأخطار الهدامة وحماية، فالأخطار كما ذكرت نوعان، أخطار في الدنيا وأخطار في الآخرة، وتأصيل العقيدة يعني جعلها أساس في النفوس أولاً بها غفران للذنوب برحمة الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يعني على رجاء دخول الجنة بمغفرة الله وبرحمته.
العقيدة حسنات عظيمة لأنها عمل القلب، واعتقاد القلب، وقول القلب، حسنات عظيمة هي في ميزان الحسنات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك هم الذين خسروا أنفسهم، العقيدة في الآخرة حماية من الخطر العظيم وهو النار وكذلك في الدنيا حماية للناس من زيغ القلب حماية للمسلم من الخلل في منهجه، حماية للمسلم في رزقه، ومعيشته، في ظنه بربه -جل وعلا- وفي حياته المطمئنة، كذلك تأصيل العقيدة حماية للدولة المسلمة، الدولة المسلمة يجب أن يكون أول ما تهتم به العقيدة تؤصلها في الناس، تدعوهم إليها، تضعها في مناهج التعليم وتحرص على ذلك، ويكرر ذلك في الناس حتى لا تنسى، التوحيد يُنسى ؟ نعم ينسى رأيناه أناس درسوا التوحيد ثم بعد عشرين أو ثلاثين سنة نسوا أصوله وصاروا يجادلون في أحكام هي من الشرك، أو من البدع أو نحو ذلك، نعم ينسى يحتاج إلى تكرار وتكرار في هذا الصدد لذلك احرص في نفسك على ملازمة تذكر أصول الاعتقاد ومنهج السلف كتب العقيدة العامة ألزم القرآن، لا ترغب عن القرآن في غيره إذا كانت تلهيك الأجهزة الحديثة اليوم فلا تلهيّنك عن كتاب الله فو الله إنها ليست بخير، الخير في القرآن لك في الدنيا وفي الآخرة، والعلم في القرآن والمعلومات في القرآن، خذ منها ما ينفعك في وقت قليل أما الساعات الطويلة التي تلهي في عن العبادة وعن العمل الصالح وعن تلاوة القرآن وعن النظر في السنة، وعن النظر في ما ينفع الإنسان في دنياه وفي اخرته وبال عليه. إحرص على إمعان النظر في ما أسسه أهل الحديث، وعلماء الحديث، البخاري ومسلم وكتب السنن والموطأ ومسند الامام أحمد والشروح أحرص على كلام العلماء الربانيين ليكون عندك في هذه الحياة، ليكون عندك المنهج الكامل في الاعتقاد وملازمة الهدى والحق.
———————–
*وزير الشؤون الإسلامية في محاضرة عن «تأصيل العقيدة حماية من الأخطار الهدامة»:
——————–
المصدر : خاص بـصحيفة (الجزيرة):
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/25791.html#ixzz2vdSfaXnM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق