الثلاثاء، 11 مارس 2014

التلازم بين الأمن والعقيدة

التلازم بين الأمن والعقيدة

لقد دفعني لكتابة هذا العنوان رؤية علمية قرأتها لشيخنا الفاضل معالي الشيخ/صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، تحت عنوان:”العلاقة بين الأمن والعقيدة” والذي يدعو فيها شيخنا لحفظ الأمن واستقراره من منطلق الإيمان بالله تعالى ، وأن حصول المرء على الأمن ؛ يعد من أهم أسباب الاستقامة على العبودية . 
وقد جاءت مقالة شيخنا في هذا الوقت لتكون نبراساً لنا في خضم هذه الصيحات الإعلامية المغرضة ضد بلادنا ، ووحدتنا وعقيدتنا وأمننا ؛ فالأمن والعقيدة أمران متلازمان ،ويتضح لنا ذلك في قوله سبحانه وتعالى (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) { سورة الأنعام اية 82}.
أي : لم يخلطوا توحيدهم بشرك ، قال عز وجل ((إن الشرك لظلم عظيم )) {سورة لقمان اية 13}.
فالأمن أثر من آثار الإيمان ، وثمرة من ثمرات العقيدة والتوحيد ، والإيمان هو:” قول باللسان ، وتصديق بالجنان ، وعمل بالجوارح والأركان” .  
إذا الإيمان ضـاع فلا أمـان******ولا دنياً لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين *****  فقد جعل الفناء لها قرينا
والأمن هو الاستقرار في النفس ، والطمأنينة في البلد على المال والأهل والولد ، ولا يتأتى للإنسان إلا بإخلاص التوحيد لله تعالى وصفاء العقيدة ، من أدران الشرك ، ونبذ كل ما يعبد من دون الله عزوجل ، والعقيدة مأخوذة من الاعتقاد ، والذي معناه التصديق مطلقا  وإذا أطلقت “العقيدة” فالمراد بها ما صدق به القلب ، و”المعتقد” معناه التصديق الجازم فيما يجب لله تعالى من الوحدانية والربوبية والإفراد بالعبادة والإيمان ، والحياة بلا أمن وعقيدة ، كجسد بلا روح : 
إن العقيدة ند للحياة فإن     ضاعت فكل حياة بعدها عدم
ومن دعائم الأمن ، طاعة ولي الأمر ، وعدم الخروج عليه بالشعارات الزائفة ، وإن ما نلمسه – ولله الحمد والمنة-  في مملكتنا الحبيبة من أمن واستقرار ماهو الا بفضل الله تعالى ، ثم بفضل تطبيق الشريعة السمحة وصفاء العقيدة ،من لدن المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وفقه الله وسدد خطاه.
ومسؤولية الأمن ؛ مسؤولية عظمى ،واستتبابه نعمة كبرى ، لا يعرف قدرها إلا من غادر هذه البلاد المباركة ولو لساعات محدودة ، عندها يستشعر هذه النعمة الجليلة ، التي يقوم بها رجال مخلصون لدينهم وعقيدتهم ، ولمليكهم ووطنهم ، يسهرون الليالي لحماية هذا البلد من كيد الكائدين.
وأبشر رجال أمننا البواسل حماة الأمن والعقيدة بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) ونعمة الأمن والعقيدة غالية عند المسلم لا تقدر بأي ثمن : 
أغلى من الؤلؤ المكنون والذهب****** أمن تصان به الدنيا مـن العطب
أغلى من العيش أمـن تستقربه  ****** حياتنا دون ما خوف ولا رهب
فهذه خاطرة كانت صدى لمقالة شيخنا الفاضل سلمه الله ، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ لنا أمننا وعقيدتنا وبلادنا ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يحفظ لنا إمامنا وولي أمرنا ، وأن يطيل لنا في عمره ، وأن يرزقه البطانة الصالحة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
***********
*عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
*عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية                               


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/13093.html#ixzz2ve2hHAXn

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق