الأحد، 9 مارس 2014

الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس

الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس

الدكتور سعد بن مطر العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا شك أن موضوع الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس موضوع مهم جدا، لأنه من الموضوعات التي لا يكفي فيها العلم بها، بل لا بد من توطين النفس وتدريبها عليه، مع الاستمرار في تثقيف العقل بها، حتى تعتادها النفس وتتفاعل معها تفاعلا إيجابيا، وكثير من أساليب التعامل مع الناس لا تتأتى لدى الناس إلا بالتجربة، أما بالنسبة لنا نحن المسلمين فإن أسسها وقواعدها قد جاءت في الوحي، من كتاب وسنة.
والحقيقة أن هذا الأمر، أمر التعامل مع الناس مما يؤرق عقلاء الناس في العالم، ولذلك نجد هناك مؤلفات عند غير المسلمين أُلِّفَتْ في هذا الموضوع، يتعلمونه ويسجلون تجاربهم فيه، بل هناك معاهد متخصصة للتدريب على التعامل مع الناس فيما يعرف بمهارات الاتصال والتنمية البشرية، وهذا يؤكد أهمية هذا الأمر.
وبالنسبة لعلمائنا وتراثنا سنجد أن هناك الكثير من الكتابات والاهتمام والتدريب العملي أيضا، فنجد مثلا أن علمائنا قد تكلموا عن هذا الأمر في موضوعات، مثل آداب الصحبة وآداب العشرة وآداب الحديث، وشروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك مؤلفات في الآداب الشرعية تكشف وتبين هذه الأمور أيضا، كل هذا إضافة إلى ما هو موجود من شروح أو تفاسير للنصوص القرآنية، وشروح للأحاديث والسيرة النبوية سيرة محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي كان خلقه القرآن، ومن يتأمل نصوص القرآن الكريم يجد الأمر واضحا، لكنه ليس سهلا، وهذه الحقيقة أكدها الله – عز وجل – فقال: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [سورة فصلت: الآية 35]. 
و ليس هناك أحكم ولا أرقى من الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس؛ لأنها تحفظ الحق وتحافظ على المبادئ، وتُكَرِّمُ الإنسان وتشق طريقها في مشوار الدعوة إلى الله – عز وجل – الذي بدأ بالنموذج النبوي: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنبياء: الآية 107]، فأي رقي فوق هذا الرقي؟ تلك الرحمة التي تشمل رحمة الهداية بالإنقاذ من المعيشة الضنق، والإنقاذ من الخسران في الآخرة، كما تشمل الإحسان إلى الخلق، تلك الرحمة التي هي سبب من أسباب رحمة الله للعبد في الدنيا والآخرة، وفي هذا يقول بعض أهل العلم: “وكم من مذنب خطاء كثير الذنوب والعيوب سترها الله – عز وجل – بستره، وتولاه برحمته وشمله ببره، وغفر له ما كان من زللـه وخطئه بفضله – سبحانه وتعالى – ثم بإحسان العبد فيما بينه وبين الناس”. 
حسن الخلق وأثره في التعامل مع الناس:
وهذه خصلة من خصال الخلق الحسن، التعاملُ مع الناس في شريعتنا، وجزء من التعامل مع الله – عز وجل – لأن التعامل مع الناس لا ينفك عن التكليف والتعبد لله، وحسن الخلق هو بوابة الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس، ويتحقق ثوابه بأن يقصد بذلك وجه الله – عز وجل – لأن هناك من الخلق من وهبهم الله حسن خلق، لكنهم لا ينالون ثوابه على ذلك في الآخرة، إما لعدم إسلامهم أصلا أو لعدم استحضارهم للنية في مثل هذا العمل، وفي الحديث: «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن خلق»(8)، وفي الحديث الآخر: «إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. قالوا: قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال المتكبرون»(9)، ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، وفي الحديث الآخر: «المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في مَنْ يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس»(10)، ذكره في الجامع الصغير.
والأخلاق كما يصفها بعض أهل العلم: “عطية من الله لا بالتملق والنفاق والرياء، ولا بالكلمات المعسولة، ولكن قول سديد، وعمل صالح رشيد تعلم أن ورائه عبدا يرجو الوعد ويخاف الوعيد، وأحق الناس بالخلق الحسن الضعفاء والفقراء، واليتامى والثكالى، فالتواضع لهم يجلب رحمة الله – عز وجل – كذلك إدخال السرور عليهم، فمن سرهم سره الله يوم القيامة، وكذا تفقد عورات المسلمين والضفعة والمحتاجين، وفتح القلوب لهموهم وأحزانهم، واحتساب ذلك عند الله – عز وجل – فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولعل مالًا ينفقه العبد يحجبه الله – عز وجل – به عن النار، ولعل كربة يفرجها عن مسلم، يفرج الله بها عنه كربة يوم القيامة إذا احتسب ذلك عند الله.
وأكثر الناس حاجة إلى هذا الأمر هم الدعاة إلى الله – عز وجل – لأن الدعوة إلى الله – عز وجل – تحتاج من الداعية حسن التعامل والسياسة مع مَنْ يتعامل معه، وكذلك من يسير الله لهم المظهر الشرعي من الرجال والنساء في مظهرهم ولباسهم؛ حتى لا ينسب خطأهم إلى الدين وأهله، فيصبحون سببا في الصد عن سبيل الله وهم لا يشعرون، والتعامل مع الناس بالأساليب الشرعية مطلوب من كل مسلم، ولكن لهؤلاء أولوية لما ذكر من الأسباب. 
فهذه قواعد أساسية تريح الإنسان، وتكسبه السعادة في نفسه والراحة في قلبه، والأنس بالتقرب إلى الله – عز وجل – بمثل هذه الروح التي ترحم، نتيجة حبها للمسلمين؛ لأن من يحب يرحم، ومن يَرحم يُرحم، وقد أشارت بعض الدراسات الغربية إلى هذا الجانب فقالوا: “لو تعلم الإنسان كيفية التعامل مع الآخرين، فإنه يكون بذلك قد قطع خمسة وثمانين في المائة من طريق النجاح، في أي من الأعمال أو الوظائف أو المهن، وتسعة وتسعين من طريق السعادة الشخصية”، والسعادة الشخصية هذه واضحة في النصوص التي أتت بالحث على أن ينام الإنسان وليس في نفسه غل على إخوانه من المسلمين، هناك عدد من القواعد أضيفها منها:
مراعاة الاختلاف بين الناس في الطبائع والنفسيات: 
أولا مراعاة اختلاف الطبائع والنفسيات، فالناس منذ خلقهم الله – عز وجل – وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول، روى مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»(11)، وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب»(12)، فمعاملة هذه الاختلافات معاملة واحدة لا تستقيم، فما يلائم هذا قد لا يناسب ذاك، وما يحسن مع هذا قد لا يجمل مع غيره، لذا قيل: “خاطبوا الناس على قدر عقولهم”. 
وقد كان شأنه صلى الله عليه وآله وسلم في تربية أصحابه وتعليمهم، يراعي أحوال من تعامل معه وينزل الناس منازلهم، ففي فتح مكة مثلا: «أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يعلن المنادي في الناس؛ أن من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن»(13)، وما ميزة دار أبي سفيان إلا أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قد راعى نفس هذا العزيز الذي ربما شعر بالذل في هذا المقام، فأعطاه هذه الجرعة التي تقوي إيمانه وتحفظ صلته بالأمة، ومنها أيضا توزيعه صلى الله عليه وآله وسلم بعض أموال الغنائم والفيء على أناس من دون أناس، وكذلك تقسيمه الأعمال والمهام على أصحابه كل بحسبه، فما أوكل إلى حسان غير ما أوكل إلى معاذ، ويصح ذلك أيضا مع أبي بكر وعمر، وصهيب وخالد وبقية الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – وما ذلك إلا لمعرفته صلى الله عليه وسلم بنفسيات الناس، وما يطيقون وما يحبون، ومعرفة أسباب الدخول إلى قلوبهم، فإن الله قد خلق الناس هكذا.
معاملة الناس من منطلق البشرية المحضة:
ثانيا من القواعد التعامل مع الناس على صفتهم البشرية، فالإنسان خلقه الله جسدا وروحا فلا يتعامل معه كما يتعامل مع الآلات، وإنما يتعامل معه إنسانا له روح وله مشاعر، ويرتب على هذه المشاعر قضايا كثيرة، ويرتب على هذه القضايا أحكاما شرعية، فالإنسان ليس آلة من الآلات، إنما هو إنسان بروحه وجسمه وعقله ومشاعره، وهو محتاج إلى تغذية هذه الأمور كلها، وبعض الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الإنسان في الجانب الدعوي مثلا مع فكره فقط، دون أن يهتموا بمشاعره، ومن أصول ذلك في شريعتنا أمر الله – سبحانه وتعالى – لنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس، وهذا عين العقل؛ لأن مراعاة أحوالهم تطلب ذلك قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [سورة النحل: الآية 125]، وفي هذه الآية أمر عجيب، فإن الآية بينت مراعاة نفس المدعو، وفي نفس الوقت وضعت حاجزا أمام نفسية الداعي أن يتجاوز؛ لأنه يرى أن الذي أمامه لم يتغير في مسألة الهداية وعدمها: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [سورة القصص: الآية 56]، وفي آخر هذه الآية: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [سورة القصص: الآية 56]، إنما عليك البلاغ.
وكذلك من أصول هذا المعنى وهذه القاعدة قول الله – عز وجل: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [سورة آل عمران: الآية 159]، وكذلك قصة النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما: «راعى نفسية ذلك الأعرابي الذي أتى، ولعدم علمه بال في مؤخرة المسجد، فكان تعامل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – معه تعاملا عظيما وعجيبا»(14)، وفيه من الفوائد الشيء الكثير. فهذه القضية في الحقيقة من القضايا التي ربما تكون أحيانا عسيرة على النفوس؛ لأن المتعامل له أيضا مشاعر، والمتعامل معه له مشاعر، وغالبا يظهر هذا التشابك عندما يتعامل الشخص مثلا بطريق حسن فيقابل بإساءة، وهذا المعنى لشدته وصعوبته بيَّن الله – عز وجل – أمره وبيَّن هذه الصعوبة فيه في قول الله – تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [سورة فصلت: الآية 34]، فأن تقابل الإساءة بالحسنة، ليس أمرا سهلا ولذلك قال الله – عز وجل: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [سورة فصلت: الآية 35]، والله لو تعبدنا الله – عز وجل – بهذه الآية لقضينا على كثير من المشاكل، في علاقاتنا مع أقاربنا مع أرحامنا مع من حولنا، ومع موظفينا مع عمالنا مع جميع الناس مسلمهم وكافرهم، هذه الحقيقة تجعل هناك نوعا من العلاقة التي مبناها على ربط العاقبة بما في الآخرة عند الله، هذا الحظ العظيم: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ [سورة فصلت: الآية 35]، تحتاج صبرا وكظما للغيظ: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [سورة آل عمران: الآية 134].
مشاعر تتصادم بين المتعامل والمتعامل معه، فهذه الحقيقة من أهم القواعد التي ينبغي مراعاتها، بل إن السلف – رحمهم الله – كانوا إذا وجدوا من أنفسهم ميلا إلى النقمة توقفوا عن الإنكار، وعن النصح حتى؛ لا يكون ما يفعلونه انتقاما لأنفسهم، لا تقربا إلى الله – عز وجل – وهذا غاية الفقه في مثل هذه الأمور.
تقدير الأحوال والفروق بين الناس:
ومن القواعد المهمة في التعامل، تقدير الأحوال والفروق، ففرق بين التعامل مع الأسوياء من الناس، والتعامل مع غيرهم؛ فالشواذ في السلوك يحتاجون إلى معاملة فردية خاصة، وهو فن له تخصصاته ويظهر ذلك جليا في جميع طبقات الناس، لكن لو ضربت مثالا مما هو بين الناس من ابتلوا بالإدمان مثلا، فهؤلاء ليس التعامل معهم كالتعامل مع غيرهم، فلا يفيد فيهم النصح عادة، وإنما يحتاجون إلى أن نساعدهم وإلى أن نعينهم، ولهذا السبب وجدت هناك المستشفيات المتخصصة لهم؛ لأن هذا يحتاج إلى أن نعينه بأشياء تتعلق بالجلسات الخاصة وبالعلاجات التي تساعده ماديا، حتى على التوازن الجسدي لديه، حتى يتقبل التخلص من هذه الأشياء التي أدمن عليها. 
كذلك لا يعامل اللئيم معاملة الكريم وقديما قيل:
إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الْكَرِيمَ مَلَكْتَهُ وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ الَّلئِيمَ تَمَرَّدَا
ومن هنا أتت الأحكام الشرعية التي فيها شدة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [سورة التوبة: الآية 73] وغير ذلك من النصوص التي تشير إلى هذا المعنى أيضا في إطار ضوابطه الشرعية. 
مراعاة اختلاف العلا قات بين المتعامل والمتعامل معهم من الناس:
كذلك تختلف طريقة التعامل تبعا لاختلاف العلاقة؛ كالوالد مع ولده والزوج مع زوجته، والرئيس مع مرؤوسه إلى آخره، كذلك التعامل يتغير باختلاف الأفهام والعقول؛ فالرجل الذكي الفاهم الواعي، تختلف طريقة تعامله عن الشخص الآخر المحدود العقل أو الثقافة، كذلك يختلف أسلوب التعامل باختلاف الشخصية؛ فطريقة التعامل مع شخص كثير الشكوك والحساسية، تختلف عن التعامل مع شخص دون ذلك، وهذه أمور ينبغي أن تراعى دائما، وأن تدرس حالة الشخص الذي يُراد التعامل معه، قبل أن يصطدم الإنسان بأشياء قد تعقد نوعية هذا التعامل.
بعض الأسباب التي تؤدي إلى سوء التعامل مع الناس:
الجهل:
من أهم الأسباب أو من أخطر الأسباب الجهل، فإن من جهل شيئا عاداه، وكثير من الناس لا يحسن التعامل مع الآخرين؛ لأنه يجهل ذلك، والعلم يجعل المرء المسلم يتبين ويتبصر ويفهم كيف يتعامل مع الآخرين، أما الجاهل فستجده قد ينفر الآخرين حتى من عمله قد ذكرنا: «قضية قصة بول الأعرابي»(15) وكيف أن الذين انتهروه لو بقوا على هذا الانتهار ولم يوجههم النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا تكون النتيجة؟ 
وفي جلسة للشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – تظهر مسألة طريقة تعامل العلماء مع الجهال، حيث جاء مستفتٍ من بلد ما إلى الشيخ ابن باز في المدينة، يوم أن كان رئيسا للجامعة فسار إلى الشيخ يسأله عن مسألة، فتكلم أحد الحاضرين وكان معروفا بتسرعه وجهله، فقال: يا شيخ هذا الذي يتكلم معك حليق ومتختم بالذهب وفي جيبه دخان، فقال الشيخ رحمه الله: اسكت اسكت فانتهر المتكلم وأسكته، وترك السائل حتى أكمل سؤاله، ثم أدناه إليه وكلمه بشأن هذه الأمور الثلاثة برفق شديد، فرمى السائل الخاتم وأخرج الباكت وسلمه لشخص، وقال ارمه بالخارج، وقال: والله يا سماحة الشيخ ما عرفت أن هذه الأشياء محرمة قبل اليوم، وما كنت أظن إعفاء اللحية إلا عادة من العادات، وما كنت أظن أن التختم بالذهب محرم، وما كنت أظن الدخان إلا عادة من العادات، وأنا أتوب إلى الله أمامك من هذه الأمور الثلاثة الآن. فلو لم ينتهر الشيخ الرجل الأول ويراع حال السائل ثم ينصحه برفق بعد ذلك لما استفاد السائل شيئا غير الإجابة على سؤاله، لكن حسن تصرف الشيخ كان له أكبر الأثر في تغير هذا السائل ومعرفته بأمور السنة.
التسرع في نقل الأخبار من غير تثبت: 
من الأسباب التي تؤدي إلى سوء التعامل التسرع في نقل الأخبار وتصديقها، لذلك قال الله – تعالى – في الآية الكريمة: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [سورة الحجرات: الآية 6] يقول علي – رضي الله عنه: “إياك أن تكون مذياعا “، حَذَّرَ من أن يكون المرء مذياعا، والمذياع هو الذي يحدث بكل ما يسمع، فأحيانا يأتي شخص إلى خطيب الجمعة يقول: “يا شيخ جرى كيت وكيت وكيت ” فيبدأ هذا الخطيب بنقل الكلام، ويتكلم عن قضية قد تكون غير واقعة، بل ربما أخبر بمكان جريمة ما يبحث عنها مريدوها وأصحابها؛ بسبب جهله وعدم حسن تعامله 
عدم التفكير في العواقب، والتسرع في إجابة السائل دون استيعاب:
من الأسباب أيضا عدم الإدراك والتفكير في العواقب، فواجب على المرء قبل أن يتكلم في مسألة ما، أن يفكر في العواقب التي تنتج عن الكلام الذي يريد أن يقوله. ومن الأسباب أيضا التسرع في الإجابة على السؤال دون أن يستوعب 
الحكم على الشيء بالعاطفة:
فقوة العاطفة قد تحمل الإنسان أن يحكم على شخص في مسألة ما، وهو بريء منها أو ينسب إليه ما لم يقل بسبب ما نقل إليه.
العزلة وعدم المخالطة:
من الأسباب أيضا العزلة وعدم مخالطة الناس، فالذي يبتعد عن الناس ربما يصدق أي خبر يأتيه، وإذا جاء يُذَكِّرُ أو يعظ أو يبيِّن للناس فإنه يبين على غير بصيرة، ولذلك أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – «أن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم»(16) 
نقل أخبار الصحف التي قد تبالغ في الأمور:
من الأسباب أيضا تلقف أخبار الصحف والمجلات، والشائعات والإذاعات التي تضخم الأمور، من الأسباب أيضا تضخيم الأمور وتكبيرها، فربما كان أمرا سهلا فيأتي شخص فيضخمها حتى تصبح فتنة تدخل كل بيت. 
من قواعد التعامل تجنب النصيحة في العلن والابتعاد عن كثرة اللوم:
ومن القواعد في أساليب التعامل اجتناب النصيحة في العلن: 
تَعَمَّدْنِي بِنُصْحِكَ فِي انْفِرَادِ وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ فِي الْجَمَاعَةْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعُ مِنَ التَّوْبِيخِ لَا أَرْضَى اسْتِمَاعَهْ
أيضا البعد عن كثرة اللوم، إن لم يمكن البعد عنه بالكلية، فالناس يكرهون من يؤنب ويوبخ بغير محل التأنيب، ومن غير تأنٍ ومن دون سؤال واستفسار، أيضا يحذر الإنسان في أثناء مخاطبة وتعامل الناس من “الأنا” في الحوارات العامة والخاصة، فقد تجد الشخص يقول أنا، فيقابله الذي أمامه وأنا، وإذا قال له وأنت قال له وأنت، فهذه من الأشياء التي يُحَذِّرُ منها علماء النفس، وقد تكلم عنها أيضا علماؤنا، فلا ينبغي للإنسان أن يدخل في هذا المجال، وليكن هدفه هو الحق.
ترك التركيز على السلبيات: 
أيضا البعد عن التركيز على السلبيات دون الحسنات، مثاله علاقة المرأة المسلمة بزوجها المسلم، والتي يمكن أن يعمم مغزاها في كل قضايا التعامل، يقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يفرك(17) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها غيره»(18)، فما أحد يسلم من العيوب، ويقول سعيد بن المسيب: “ليس من شريف ولا عالم، ولا ذي فضل إلا فيه عيب”، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، والرسول – صلى الله عليه وسلم – أعطانا أمثلة في ذلك، كوصيته صلى الله عليه وسلم بالأنصار مثلا.
عدم مبادرة الآخر بذكر  عيبه:
كذلك من القواعد في هذا الجانب أن الناس يكرهون من لا ينسى الزلات، فلا ينبغي للإنسان إذا كان يعرف زلة عن أحد أن يبادر إلى ذكرها، وإذا وجد لها فرصة في انتقام النفس، فهذا من الأشياء التي تعتبر ممقوتة، وأيضا هي من الأشياء التي تحجب الحق عمن يتعامل معه وفي الحديث: «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة»(19). 
الحذر من النقد المباشر:
أيضا الحذر من النقد المباشر وفيه تفاصيل كثيرة، وللنبي – صلى الله عليه وسلم – في السيرة أمثلة كثيرة، كذلك أن يكون لفت النظر إلى الأخطاء بطريقة غير مباشرة، والناظر في أسلوب القرآن لا يكاد يجد فيه أسماء المنافقين مثلا مع كثرتهم في المدينة، وأيضا له علاقة بجانب الولاء والبراء، نجد أن المنافق الذي نزل الوحي بأنه منافق نفاقا عقديا وليس فقط نفاق عملي، والقاعدة الشرعية في التعامل معه كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم: لما قيل يا رسول الله دعني أضرب عنقه يعني عنق المنافق الذي اشتهر بنفاقه قال: «لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»(20)، ولذلك كانت السنة في المنافقين ألا يقتلوا ما دام منافقا ولم يظهر ردة علنية يحاكم عليها، وهذا من أهم القواعد في التعامل التي تحفظ استقرار المجتمعات، وألحق العلماء بعض أهل الطوائف أيضا بهذا الجانب، ممن لا يظهرون شيئا يتناقض مع الدين مناقضة صريحة كذلك، بل أحيلت كل هذه الأمور إلى أولي الأمر؛ لأنهم الذين يستطيعون أن يحكموا هذا الأمر ويضبطوا قواعده في المجتمع، فليس هذا لكل أحد.
وحتى في النصح كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يراعي ذلك، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل»(21)، ففيه لفتة عجيبة جدا، ثناء عليه وأيضا لفت انتباه إلى قضية تتناسب مع تعبده – رضي الله تعالى عنه.
البعد عن التعالي في معاملة الناس والجدال في الحديث معهم:
كذلك البعد عن الاستعلاء في التعامل مع الناس؛ لأن الناس يكرهون مَنْ يتعامل معهم باحتقار، وأيضا تجنب الجدل قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض(22) الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا»(23). 
أهمية خدمة الناس ومعرفة أسمائهم وأنسابهم؛ لتحقيق الاجتماعية:
أيضا ينبغي أن يكون المرء في حاجة الناس قبل أن يقول لهم افعلوا أو لا تفعلوا؛ لأن الناس إذا وجدوا الشخص في حاجتهم عرفوا صدقه، وتحملوا أخطاءه التي ربما تقع منه، كذلك مناداة الناس بأسمائهم والتعرف على أنسابهم، وسؤالهم عن أحوالهم، وتقديم الشكر للناس والدعاء لهم قال صلى الله عليه: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»(24)، وقال: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فأكرم الأنصار والمهاجرة»(25)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه»(26)، كذلك تقديم الهدية لهم: «تهادوا تحابوا»(27). 
ففي قول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عدد من الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يقرأ عنها ويبحث فيها، ويحاول أن يثقف نفسه في هذا الجانب؛ حتى يستطيع أن يتعامل مع الآخرين، ولا بأس أن يقرأ حتى بعض الكتب التي كتبها المتخصصون في التربية،  وفي قضية التعامل مع الناس؛ لأن هذه من الأشياء التي هي في الغالب نتاج تجارب، تتعامل مع الطبع البشري الذي خلق الله الإنسان عليه، ولا أحسن ولا أعظم ولا أرقى من أساليب التعامل الشرعية: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [سورة الملك: الآية 14].
علاقة التعامل بين الناس بعقيدة الولاء والبراء:
قضية الولاء والبراء يمكن أن تلخص في هذا الجانب بحسب أنواع الناس الذين يتعامل معهم المسلم، فقد يكون التعامل من ناحية الديانة مع مسلم أو غير مسلم، والمسلم قد يكون من الصالحين ومن أهل المروءات، وقد يكون من عامة الناس، وهو أيضا قد يكون ممن اشتهروا بالفسق والفجور وقد لا يكون كذلك، والكافر قد يكون حربيا ليس بيننا وبينه عهد، وقد يكون معاهدا مستأمنا أو معاهدا ضمن صلح، وهذه الأحوال كلها مرتبطة بقضية الولاء والبراء، والأصل في العلاقة مع المسلمين كلهم هي موالاتهم ومحبتهم، وإنما يكون هناك نوع من البغض في الله في جانب التقصير، فيحب العبد بقدر ما فيه من صلاحه، ويبغض بقدر ما يظهر منه من معاصيه، ويبقى مسلما له جميع الحقوق.
وخاصة ممن صار أو انتشرت بينهم المعاصي معينة وصارت ظاهرة، فتحتاج إلى نوع من التعامل، وأيضا ينبغي أن يستحضر الإنسان عقيدة الولاء للمؤمنين، وهو يرى أخا له في الله مسلما أو مسلمة قد وقع منهم تقصير، ومن يعامل الناس ويتعامل معهم على اختلاف بلدانهم و ومجتمعاتهم، يجد أن هذه القضية من أهم القضايا، ولذلك ينبغي ملاحظة هذا الأمر، أمر أن كثيرا من الناس فعلا عنده جهل، فقد تجد امرأة متبرجة تظن أن الحجاب ليس واجبا، ووجدنا والله كثير من النساء عندهم هذا التصور، أنه من الأمور المندوبة ومن الأمور المباحة حتى قالت بعضهن: إن هذا من الأشياء التي تختص بها المتخصصات في العلوم الشرعية، يظنون هذا لجهلها.
فالشاهد أن التعامل مع المسلم ينبغي أن يراعى فيه أنه مسلم يجب له الولاء والمحبة والنصح، ويعني ينظر إليه برحمة، ويجب أن ننظر إلى غير المسلم برحمة فندعوه إلى الإسلام. فكيف بالمسلم الذي قد يكون له عند الله مكانة أعظم مما يظهر من مظهره، وهذا لا يعني التقليل من هذه المعاصي إذا كان الشخص على علم بها، لكن هناك توازن في عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الحب في الله والبغض في الله.
التعامل مع المعاهد والمحارب:
قضية التعامل مع المحارب تختلف عن قضية التعامل مع المعاهد والمُصالِح، فالمحارب حلال الدم والمال وفق قواعد تتعلق بأحكام الجهاد، أما المعاهد والمستأمن فله عهد وله ذمة ولا يجوز أن ينقض عهده، ولا يجوز أن تخفر وذمته، بل إن من أحكام الفقه الشرعي أن التعامل مع المستأمن يتطلب أن يدافع عنه بأرواح المسلمين، فإلى هذه الدرجة عَظَّمَ الإسلام شأن العهد والمعاهدة، والأمان الذي يعطى لغير المسلمين، ويجب أن يدفع من خزينة الدولة؛ لاسترداد الأسرى من أهل الذمة من رعايا الدولة الإسلامية، والفقه الإسلامي مليء بهذه الأشياء.
ولا يعكر على هذا ما قد نجده من كلام بعض الفقهاء – وهو كلام فقهي لا أصل له في الشرع كما بين المحققون من العلماء – في بعض الصفات التي تذكر عند أخذ الجزية، ويظنون أن معنى الصغار هو أن يهانوا وأن يؤذوا، وهذا ليس بصحيح قد بين هذا المحققون من العلماء كالإمام النووي وقبلهم الإمام الشافعي في الأم، وكرر هذا كثيرا وقال: “إن معنى الصغار هو خضوعهم لأحكام الإسلام”، بأن يكون راضيا بحكم الإسلام ويبقى على دينه، ويحفظ بالدولة الإسلامية. فالأشياء التي يذكرها بعض الفقهاء قد نبه على خطأها بعض المحققون من أهل العلم، احتراما لهذا العهد وهذه الذمة، ومَنْ يرجع إلى الكتب التي فصلت الحديث عن التعامل مع أهل الذمة، يجد هذه المعاني وابن القيم – رحمه الله – تكلم عنها كلاما جيدا جميلا، وبيَّن أن هذا مما يتوارثه بعض المقلدة من الفقهاء، ولا يعون أنه ليس له أصل في شريعة الله – عز وجل – فهذا الجانب من الجوانب الحقيقة المهمة.
نصائح وتوجيهات:
أن يكون دافع النصح الخوف من الله:
من هذه النصائح أولا أن يكون منطلق النصح أو التعامل دافعه الخوف من الله – سبحانه وتعالى – قال الله – عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [سورة فاطر: الآية 28]، وقال الله عز وجل: ﴿فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ﴾ [سورة التوبة: الآية 13]، فإذا كان المنطلق هو خوف الله – تبارك وتعالى – نفع الله – عز وجل – بالنصيحة والتوجيه للآخرين.
أن يكون القصد من النصح نفع الأمة:
ومن ذلك أن يكون المقصود نفع الأمة وبراءة الذمة، ولا يكون المقصود طلب الشهرة أو الانتقام أو نحو ذلك، كذلك التواضع وعدم الكبر؛ لأن الكبر يحول بين المرء وبين الإفادة منه، فإذا شعر الناس منه الكبرياء فإنهم لا يتقبلون منه، قال الله – عز وجل: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [سورة الفرقان: الآية 63]، وكذلك ليس المقصود كون الشخص يريد أن يُقْبَل كلامُه وكفى فهذا أمر في غاية الخطورة، لكن إذا كان قصد وجه الله – عز وجل – ونفع المسلمين، فإن الله – عز وجل – يسدده، وذلك يتضمن أمرين؛ الأمر الأول تهيئة النفس لقبول الحق ممن جاء به، الأمر الثاني التواضع فإن من تواضع لله رفعه، فمتى تواضع المرء للخلق نفع الله – تبارك وتعالى – به. 
أهمية التحقق من المسائل التي يريد المتكلم الإشارة إليها:
ومن الوصايا أيضا أن يحقق المسائل التي يريد أن يتكلم ويوجه فيها ويعامل الناس بها، أن يحققها قولا وعملا واعتقادا، وكذلك أن يتثبت وأن يتبين مما يقول أو مما يقال، كذلك أن يراعي أحوال الناس وأن يبدأ بالأهم فالأهم، فيبدأ بالعقيدة وبالتوحيد وبترسيخه وبيانه للناس، ثم ينطلق إلى سائر الأحكام الشرعية، وألا يبدأ بالأمور التي قد لا يتقبلها الناس ابتداء، كأن يقول أحد الدعاة لناس أسلموا توا، يقول لهم: أولا اختتنوا فَسَبَّبَ ذلك أن تراجع بعض الناس وقال: دينكم أول ما يدعونا يأمرنا بقطع كذا وكذا  فيرتدون ولا يسلمون، فلا بد من البدء بما بدأ الله به: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [سورة محمد: الآية 19]، وكذلك ينبغي أن ينظر إلى أحوال المخالف وإلى ظروفه، وإلى الأشياء التي تحيط به وإلى علمه وعدم علمه، وإلى الأشياء التي تحيط به. كذلك مما ينبغي التنبيه له، أن يبتعد المسلم عن التعنيف وعن التجريح، وعن تذكيره بماضيه أو بما حصل منه أو ما إلى ذلك، ويراعي مقتضيات الأحوال، ويراعى في هذا المصلحة والمفسدة كما أسلفنا في القواعد الأولى، كذلك التأني في الطرح، والعلم بواقع الحال واتهام الرأي، والجد والاجتهاد في العدل في الكلام وألا يكون همه التركيز على ذات الشخص، لاسيما إن كان في مجال تنبيه الناس، فإن في المعاريض مندوحة عن كثير من التصريح. كذلك ألا تأخذه المجاملة والمداراة في كتم الحق، بل عليه أن يكون شجاعا حتى مع من يحبهم، يقدم لهم النصح بالتي هي أحسن وبالطرق المشروعة. 
تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، فموضوع التعامل بين الناس وطريقة تعامل المسلم مع غير المسلم، إنما يمثل في مجمله التعامل العام، لكن ذكر غير المسلم مع المسلم ليبين موقف الشرع المعتدل من كل القضايا، وهذا الموضوع قد بينه الله في كتابه بيانا شافيا، وأوضحه إيضاحا بَيِّنًا، فإذا نظرنا إلى دين الإسلام وجدناه دين الرحمة والإحسان: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنبياء: الآية 107]، وكونه رحمة للعالمين فالرحمة مقتضاها حسن التعامل، ومقتضاها إيضاح الحق وبيانه والتغييب فيه، والتحذير من الباطل والنهي عنه وإبعاد الإنسان عنه.
والرحمة من مقتضاها ألا يكون هناك ظلم ولا عدوان، وإنما عدل وإنصاف وتعامل بالتي هي أحسن، ثم لننظر لثلاث آيات من كتاب الله؛ الأولى في البقرة في المواثيق التي أخذها الله على بني إسرائيل حيث قال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ﴾ [سورة البقرة: الآية 83]، ما قال للمؤمنين فقط، بل قال للناس عموما: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [سورة البقرة: الآية 83] حسن القول طيب القول، وهذا لا يتنافى مع الغلظة على الكافر؛ لأن الغلظة في مكانها واللين في مكانه، فالغلظة عندما يأبى ويرفض ويعاند الحق ويقابله بالباطل، فذاك له شأن، وحسن الخلق والقول الحسن عند عرض الدعوة والنقاش، وكف اللسان عن المشتبه؛ ليعلم الحق بيقين. 
ثم نأتي لآية أخرى في كتاب الله في المائدة، وهي قول الله – جل وعلا: ﴿فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [سورة المائدة: الآية 42] لأن هذه الآية في بيان كيف حال تقاضي غير المسلمين لقضاء المسلمين، سواء كان التقاضي بينهم بين غير المسلمين جميعا، أو كان بين مسلم وغير مسلم: ﴿فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ﴾ [سورة: الآية] ثم جاوب بعد ذلك: ﴿أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾، فإما أن تحكم بينهم بالشرع أو تعرض عنهم: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [سورة: الآية]، قال بعضهم: “الآية منسوخة بالأمر بالحكم بشرع الله عموما لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾ [سورة النساء: الآية 105]، وأن الواجب على قاضي المسلمين عندما يترافع إليه غير المسلمين، أو المسلم مع غيره أن يحكم بشرع الله، الذي هو الشرع العادل الذي يعطي كلَّ ذي حق حقه”. 
والآية الثالثة قول الله في سورة الإسراء: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ [سورة الإسراء: الآية 53]، فالقول الحسن يقرب القلوب، والقول السيئ يبعد القلوب، كقول أحدهم إذا أراد أن يدعو غير مسلم فيقول يا يهودي يا لعين، يا نصراني يا كافر يا ضال يا مضل، وغيرها من الألفاظ المُنَفِّرَة، فهذا لا يليق في دعوته، وإنما ادعوه بالحسنى وأبين له الحق بدليله،  وأقنعه ليعرف باطله على حقيقته ويقبل الحق إن شاء الله.
الآية الرابعة في قول الله لنبيه: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 159]، الله – تعالى – يؤدب نبيه ويخبره أنه برحمة منه: ﴿لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 159]، وجفوك لكنك على خلق عظيم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [سورة القلم: الآية 4]. 
ثم لننظر إلى حسن المعاملة في سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – حين رجع من الطائف محزونا مغموما، قد ضرب ورمي بالحجارة وأدمي عقبه، وصف له السفهاء صفين ذا لاكم وذا ضارب، فيرجع وما هو حتى وصل قرن الثعالب والحزن ظاهر على وجهه من الذي أصابه؛ لأنه خرج إلى الطائف لعل قلوب أهلها ألين من قلوب أهل مكة، فإذا الأمر أقسى وأشد، فيأتيه جبريل معه ملك الجبال يسلم عليه يقول: «إن الله أذن لي إن شئت أن أطبق على أهل مكة خشيبها” فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم: «لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا»(28).
ويوم أحد يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»(29) ، ويقول لأصحابه: «لقد كان الرجل في من كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق اثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويشمط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه »(30 )، ثم انظر لما أسر ثمامة بن أثال في المسجد يمر النبي صلى الله عليه وسلم – به فيقول له: «ما عندك يا ثمامة؟ فيقول: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت» هذا في اليوم الأول وفي اليوم الثاني وفي اليوم الثالث:  «قال أطلقوه »(31) فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يأتيه ويسأله: ما عندك يا ثمامة وما قال له يا أسير، بل قال له ماذا عندك من باب التسلية، ومن باب السرور ومن باب إزالة الوحشة، ومن باب إعطاءه حقه لكونه زعيم قومه، فعامله بتلك المعاملة الدالة على أن الإسلام ليس هدفه سفك دم ولا إهانة أشخاص، ولكن هدفه إقامة العدل وإرساء دعائمه وفي اليوم الثالث أطلقه.
وتأسر سراياه بنت حاتم الطائي، أخت عدي بن حاتم، فيمر بها فتقول: يا محمد غاب الوالد وذهب الوافد إلى آخر الحديث، ثم يجهزها بأحسن تجهيز ويرسلها إلى أخيها، فتأتي قومها وتقول: يا قوم أسلموا إن كان محمد نبيا كنتم أولى الناس به، وإن كان كذا وإن كان نبي كنتم من أصحابه»(32) وذلك  لِمَا رأته من حسن المعاملة، فيأتي عدي بن حاتم مسلما، فيقبل إليه تبرق أسارير وجهه، فيدخله حجرته ويقدم له ما كان يجلس عليه، ويجلس هو صلى الله عليه وسلم على الأرض، ويدعو عَدِيّ بن حاتم إلى الإسلام إلى أن قبل الإسلام وَرَضِيَه، كل هذا التعامل دليل على أن الإسلام رحمة 
فالواجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يوالي في الله ويبغض في الله ويحب في الله، لكن يظهر للناس أن دينه  دين الخير، ودين العدل، وشيخ الإسلام – رحمه الله – في رسالة لملك قبرص: لما أسر المسلمين، عرض له الشيخ تقي الدين ما في الإنجيل والتوراة مما دعت كتب الله إليه من المعاملة بالحسنة مع الآخرين، وساق منها أسطر كثيرة، وذكر رحمه الله: “أن الصحابة لما خرجوا من المدينة إلى الشام ومصر والعراق، كانوا أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، وكانوا أتقى الناس وأطوعهم لله، وأعف الناس عن كل الأمور، رأوا زخارف الدنيا وخيراتها، ولكن ما في قلوبهم من الورع والتقوى والدين، كان حاجزا لهم عن الإنهماك في الدنيا وملذاتها وشهواتها. 
بل حكموا الناس بحكم عادل ما عرفت البشرية مثله، ونظموا أحوال الناس وأموالهم وطرق حياتهم بشيء ما عرف الناس مثله، قال شيخ الإسلام: “حتى قال قائلهم لو كان هؤلاء زمن عيسى كانوا حواريه وأنصاره”، لأنهم رأوا رجالا هُذبوا وأُدبوا، رباهم محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – تربية صالحة خَيِّرَةٍ، تربية إسلامية حتى كانوا دعاة خير، فدخل الناس في دين الله أفواجا، ليس تحت ظلال السيوف، ولكن بأسباب وضوح الرؤية وحسن التعامل، وحسن القصد والإخلاص لله في الأقوال والأعمال.
ولا شك أن الجهل مصيبة؛ ولهذا يقول بعض العلماء: “ينبغي للداعي إلى الله أن يكون عالما بحقيقة ما يدعو إليه، وعالما بحقيقة ما ينهى عنه، ورفيقا في دعوته وحليما في تعامله”، والذهبي – رحمه الله – له كتاب اسمه “الكبائر” عد فيه سبعين كبيرة، وهو رحمه الله من علماء الحديث والسنة، لكن في هذا الكتاب تساهل بعض الشيء في باب الترهيب ونحو ذلك، وكل كبيرة يختمها ويذيلها بقصة أو نصيحة، هذا دأبه في غالب الكبائر يذيلها بذيول من هذا القبيل؛ لأنه يريد بها إثراء الموضوع ويريد بها بلورة الأمر لكي يكون واضحا للقارئ، وإن كانت هذه القصص محتملة الوقوع أو عدمه، لكنها إن ثبتت وصحت فإنها خير.
وفي قصه تكلم فيها عن حسن المعاملة في الجوار، والكبيرة في أذى الجار، قال موعظة: قال إن سهل بن عبد الله التستري من علماء الأمة من المتعبدين، وأهل التقوى والصلاح وذوي التقى والعفاف، والاشتغال بالعبادة ونحو ذلك يقول: كان بجواره مجوسي وكان المجوسي قد وضع مرحاضا على رحبة بيت سهل التستري، فكان الأذى من البول أو الغائط يسقط في البيت، فخشي سهل أن أبنائه يغضبون على هذا الجار ويفتكون به، فوضع إناءً يجتمع فيه الأذى، فإذا جن الليل ذهب به خارج البيت وأراقه ورجع.
واستمر الأمر سنين عديدة هذا يؤذي وهذا يتلقى ويريق، حتى إذا حضرت سهل الوفاة دعا الجار وقال: والله ما دعوتك في هذا المكان لكي ألومك، ولكن إنك عملت كذا وكذا وأنا الآن على وشك الانتقال من الدنيا، وأخشى أن يسيء إليك أولادي بعدما أحسنت إليك، فانظر إلى هذه الرحبة وهذا المرحاض، وضعته علي عشرين سنة وأنا أتلقى أذاه وأريقه إذا جن الليل؛ خوفا من أن يطلع أولادي على شيء من ذلك. فقال: يا سهل استحلفك بالله هل كنت تفعل هذا، قال فإني فإني أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”. 
فهذه القصة وأمثالها تفيد بأن المسلم، لو عرض أخلاق الإسلام على غير المسلمين عرضا جميلا حسنا برقة وطمع في الخير ورغبة في وصول الحق إلى الناس، لكان ذا سببا لهدايتهم.
الأسئلة:
•يقول السائل من هم أهل الأهواء؟ وما معنى كلام الإمام النخعي: “لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تكلموهم، فإني أخاف أن ترتد قلوبكم”؟ 
الأهواء المراد بهم المخالفون للشرع، المنابذون له المقدمون أهوائهم الضالة على الشرع الواضح، وفرق بين الإنسان العاصي والمخطئ، وبين من عنده هوى؛ فالعاصي لو عظمت ذنوبه، يمكن يقبل الموعظة ويتأثر، لكن صاحب الهوى – والعياذ بالله – تمكن الهوى من قلبه كما قال الله – تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [سورة الجاثية: الآية 23]، فأهل الأهواء أهل البدع والضلالات، الداعون إلى ضلالتهم، فهؤلاء لا يجالسهم إلا إنسان عنده قوة إيمانية، وقدرة على الجدال والنضال معهم، وإلا فعامة الناس يخشى عليهم من تأثيرهم، لأن بعضهم عنده فصاحة وحجج، لكن إذا جالسهم ذو علم وقوة شخصية وقوة إيمان، وسعة أفق وسعة علم استطاع أن يتصدى لهم، لأن الأمر كما قال الله: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [سورة الفرقان: الآية 33]. 
•يقول السائل: هل يثاب المسلم عند إقراضه غير المسلم بِنِيَّةِ حسن الخلق والدعوة إلى الله تعالى؟
نعم يثاب عليه فالله يقول: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [سورة الممتحنة: الآية 8]
•ما المراد بالتخلص من سلطة الأتباع؟
إن البعض من الناس قد يتسلط عليه بعض تابعيه فيلزمونه بأمور تجاه الآخر، فيظهرون له الأمر على غير الواقع، فينتج عن ذلك بأن يتسرع في قبول ما أقنعوه به فيحكم على الآخرين من قبلهم، وذوو الشأن أحيانا أو بعض المشايخ أو بعض الفضلاء، ربما يكون أتباعهم عندهم قصور في الرأي وقصور في التصور، فقد يصورن لشيخهم شيئا على الآخرين يجعلونه يغضب عليه ونحو ذلك.
•لا يخفى على علمكم من تعرض للعلماء وأهل الخير مع أنهم ينادون بالحوار والدعوة له فما الموقف الصواب من التصدي لذلك؟
كل مسلم وخاصة طلاب العلم، طالب العلم يتقي الله في علمه وفي تعامله مع الآخرين، ويكون منهجه واضح لا تناقض فيه، وإذا دعا إلى الحوار الجدال يدعو بالتي هي أحسن ويكون صادقا فيما يقول، ويكون موقفه من خصومه على ما ينادي به، أما أن يقول قولا ثم يخالفه فليس هذا بالحق. 
********************************************************************
(1) أخرجه  البيهقي (9/118، رقم 18739 )، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم 1163).
(2) أخرجه البخاري (1/455، رقم 1290).
(3) أخرجه البخاري (5/1976، رقم 4849)، ومسلم (8/10، رقم 6701).
(4) أخرجه مسلم (1/10، رقم 5).
(5) أخرجه البخاري (2/812، رقم 2187).
(6) أخرجه مسلم (4/2074، رقم 2699).
(7) أخرجه أبو داود (4/397، 4790)، والنسائي (6/60، رقم 3217)، وصححه الألباني في الصحيحة (رقم 2064).
(8) أخرجه أحمد (2/442، رقم 9694)، والبخاري في الأدب المفرد (1/110، رقم 294)، والترمذي (4/363، رقم 2004).
(9) أخرجه الترمذي (4/370، رقم 2018)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 791).
(10) أخرجه الطبراني في الأوسط (6/58، رقم 5787)، وصححه الألباني في الصحيحة (رقم 426).
(11) أخرجه مسلم (4/2031، رقم 2638).
(12) أخرجه أحمد (4/406، رقم 19659)، وأبو داود (4/222، رقم 4693)، والترمذي (5/204، رقم 2955)، والحاكم (2/288، رقم 3037)، وصححه الألباني في الصحيحة (رقم1630).
(13) أخرجه مسلم (5/172، 4724).
(14) أخرجه البخاري (1/89، رقم 217).
(15) أخرجه البخاري (1/89، رقم 217).
(16) أخرجه أحمد (2/43، رقم 5022)، والترمذي (4/662، رقم 2507)، وابن ماجه (2/1338، رقم 4032)، وصححه الألباني في الصحيحة (939).
(17) أي لا يبغض، النهاية: فرك.
(18) أخرجه مسلم (2/1091، رقم 1469).
(19) أخرجه مسلم (4/2074، رقم 2699).
(20) أخرجه البخاري (4/1863، رقم 4624)، ومسلم (8/19، رقم 6748).
(21) أخرجه البخاري (1/388، رقم 1105)، ومسلم (4/1927، رقم 2479).
(22) بفتح الباء: ما حَوْلها خارجا عنها، تَشْبيها بالأبْنِيَة التي تكون حول المُدُن وتحت القِلاَع، النهاية: ربض.
(23) أخرجه أبو داود (4/253، رقم 4800)، والطبراني (8/98، رقم 7488)، والبيهقي (10/249، رقم 20965)، وحسنه الألباني في الصحيحة (رقم 273).
(24) أخرجه أحمد (3/32، رقم 11298)، والترمذي (4/339، رقم 1955)، والطبراني (2/356، رقم 2501)، وصححه الألباني في المشكاة (رقم 3925).
(25) أخرجه البخاري (3/1081، رقم 2801)، ومسلم (5/188، رقم 4775).
(26) أخرجه أبو داود (2/52، رقم 1674)، والنسائي(5/82، رقم 2567)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 254).
(27) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/208، رقم 594)، والبيهقى (6/169، رقم 11726)، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير (رقم 5315). 
(28) أخرجه البخاري (3/1180، رقم 3059)، ومسلم (3/1420، رقم 1795)..
(29) أخرجه البخاري (3/1282، رقم 3290).
(30) أخرجه البخاري (3/1322، رقم 3416).
(31) أخرجه البخاري (4/1589، رقم 4114)، ومسلم (5/185، رقم 4688).
(32) لم أقف على تخريجه.



رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/27522.html#ixzz2vTdXleGE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق