الاثنين، 10 مارس 2014

الرد على شبهة: كيف نؤمر بالسمع والطاعة للعبد مع أن شرط الخليفة أن يكون حراً، قرشياً، سليم الأطراف؟

الرد على شبهة: كيف نؤمر بالسمع والطاعة للعبد مع أن شرط الخليفة أن يكون حراً، قرشياً، سليم الأطراف؟

الجواب من وجهين ذكرهما أهل العلم:
أحدهما:أن هذه الشروط وغيرها إنما تشترط فيمن تعقد له الإمامة باختيار أهل الحل والعقد، وأما من قهر الناس لشوكته وقوة بأسه وأعوانه واستولى عليهم وانتصب إماماً فإن أحكامه تنفذ وتجب طاعته وتحرم مخالفته في غير معصية عبداً كان أو حراً أو فاسقاً بشرط أن يكون مسلماً. قاله النووي(1). وقال ابن حجر:”وهذا كله إنما هو فيما يكون بطريق الاختيار، وأما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة فإن طاعته تجب إخماداً للفتنة ما لم يأمر بمعصية”(2).
والثاني: أنه ليس في الحديث أنه يكون إماماً بل هو محمول على من يفوض إليه الإمام أمراً من الأمور أو استيفاء حق أو نحو ذلك.قاله النووي(3). وقال ابن حجر:” وقيل: المراد أن الإمام الأعظم إذا استعمل العبد الحبشي على إمارة بلد مثلاً وجبت طاعته، وليس فيه أن العبد الحبشي يكون هو الإمام الأعظم”(4).
والوجه الأول أظهر، قال العلامة ابن عثيمين شارحاً لحديث العرباض رضي الله عنه:” أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ”. “السمع والطاعة يعني لولي الأمر، وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشيٌ،سواء كانت إمرته عامة، كالرئيس الأعلى في الدولة، أو خاصة كأمير بلدة، أو أمير قبيلة وما أشبه ذلك، وقد أخطأ من ظن أن قوله:”وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشيٌ”أن المراد الأمراء الذين دون الولي الأعظم الذي يسميه الفقهاء الإمام الأعظم، لأن الأمارة في الشرع تشمل الإمارة العظمى، وهي الإمامة وما دونها كإمارة البلدان، والمقاطعات والقبائل وما أشبه ذلك”(5). وقال أيضاً شارحاً حديث أنس رضي الله عنه:”اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة”.:”قوله: “وإن استعمل”فيشمل الأمير الذي هو أمير السلطان، وكذلك السلطان. فلو فرض أن السلطان غلب الناس واستولى وسيطر وليس من العرب، بل كان عبداً حبشياً فعلينا أن نسمع ونطيع، لأن العلة واحدة وهي أنه إن لم نسمع ونطيع حصلت الفوضى، وزال النظام، وزال الأمن، وحل الخوف. فالمهم أن علينا أن نسمع ونطيع لولاة أمورنا إلا إذا أمروا بمعصية”(6). والله أعلم
——————————————–
(1) شرح النووي على صحيح مسلم (5/149).
(2) فتح الباري ( 13/131).
(3) شرح النووي على صحيح مسلم (5/149).
(4) فتح الباري ( 13/131).
(5) شرح رياض الصالحين(3/331).
(6) المصدر السابق. وانظر المزيد في الرد على شبهة: الطعن في بيعة الحاكم الذي ليس من قريش،أو على مسألة: إذا لم يستجمع المتغلب شروط الإمامة، في كتاب:”معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة”(ص/29-32) للأخ الفاضل عبد السلام بن برجس -رحمه الله-و كتاب”وجادلهم بالتي هي أحسن” (ص/24-28)  للأخ الفاضل بندر بن نايف العتيبي-حفظه الله-، وكتاب”التفجيرات والاغتيالات” (ص/165-168) للشيخ الفاضل أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل-حفظه الله-.


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/shobhat/shobhat1/4992.html#ixzz2vYVLcKt2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق